« ما قام زيد » وقلت في الجواب « بَلَى » فمعناه إثبات القيام ، وإذا قلت : « ليس كان كذا » وقلت : « بَلَى » فمعناه التقرير والإثبات.
ولا يكون معناه إلا بعد نفي إما في أول كلام ـ كما تقدم ـ ، وإما في أثنائه كما في قوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ بَلى ) والتقدير : بَلَى نجمعها وقد يكون مع النفي استفهام وقد لا يكون ـ كما تقدم ـ فهو أبدا يرفع حكم النفي ويوجب نقيضه (١) ـ جميع ذلك قاله في المصباح.
وفِي الْحَدِيثِ : « تَجْدِيدُ الْوُضُوءِ لِصَلَاةِ الْعِشَاءِ يَمْحُو لَا وَاللهِ وَبَلَى وَاللهِ ». أي يمحو ما وقع للعبد من القسم الكاذب في اليوم.
( بنا )
قوله تعالى : : الحائط ، والمرصوص الملصق بعضه على بعض.
قَوْلُهُ : ( ابْنُوا لَهُ بُنْياناً ) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : بَنَوْا لَهُ حَائِطاً مِنْ حِجَارَةٍ طُولُهُ فِي السَّمَاءِ ثَلَاثُونَ ذِرَاعاً وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً وَمَلَئُوهُ نَاراً وَأَلْقَوْهُ فِيهِ.
قوله : ( وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ ) هو ـ على ما في الرواية عن أهل البيت (ع) ابْنُهُ ، وإنما نفاه عنه بقوله : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) لأنه خالفه في دينه. وفِي تَفْسِيرِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (ره) : إِنَّهُ لَيْسَ ابْنَهُ ، إِنَّمَا هُوَ ابْنُ امْرَأَتِهِ ، وَهُوَ بِلُغَةِ طَيٍّ ، يَقُولُونَ لِابْنِ الِامْرَأَةِ : « ابْنَهُ » (٢).
وفِي تَفْسِيرِ الشَّيْخِ أَبِي عَلِيٍّ (ره) : وَقَرَأَ عَلِيٌّ (ع) : ابْنَهَ ـ بِفَتْحِ الْهَاءِ ـ اكْتِفَاءً بِالْفَتْحَةِ عَنِ الْأَلْفِ. وروي أيضا بالألف.
وقوله : ( هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ )
__________________
(١) يأتي في « نعم » أنها لا تبطل النفي كما تبطله بلى ، وفي التنزيل : ( ألست بربّكم؟ قالوا بلى ) ولو قالوا : نعم لكفروا ، وفي صحيحة أبي ولاد : ( قلت : أرأيت لو عطب البغل أو نفق أليس كان يلزمني؟ قال : نعم قيمة بغل يوم خالفته ) يعني ليس يلزمك ، وعلى ذلك يسقط الاستدلال بها على أن المدار في الضمان على قيمة يوم المخالفة ـ ن.
(٢) تفسير علي بن إبراهيم ١ / ٣٢٨.