ثم قال : والتاء في القسم بدل من الواو كما أبدلوا منها في « تترى » وفي « تراث » و « تخمه » و « تجاه ».
وفي الكتاب العزيز : ( تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ ) وفيه حذف.
وفِي الْحَدِيثِ : « تَاللهِ أَنْتَ ». قلبت الواو تاء مع الله دون سائر الأسماء.
وفي المصباح : تكون التاء للقسم ، وتختص باسم الله على الأشهر.
( تلا )
قوله تعالى : ( وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ ) من الجن أو الإنس أو منهما ( عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ) أي عهده قِيلَ : كَانُوا يَسْتَرِقُونَ السَّمْعَ وَيَضُمُّونَ إِلَى مَا سَمِعُوا أَكَاذِيبَ وَيُلْقُونَهَا إِلَى الْكَهَنَةِ وَهُمْ يُدَوِّنُونَهَا وَيُعَلِّمُونَ النَّاسَ ، وَفَشَا ذَلِكَ فِي عَهْدِ سُلَيْمَانَ (ع) حَتَّى قِيلَ : إِنَّ الْجِنَّ تَعْلَمُ الْغَيْبَ ، وَإِنَّ مُلْكَ سُلَيْمَانَ يَتُمُّ بِهَذَا الْعِلْمِ ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ يُسَخِّرُ بِالسِّحْرِ الْإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالرِّيحَ.
قوله : ( وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللَّاتِي لا تُؤْتُونَهُنَ ) الآية ، قيل في ( ما يُتْلى عَلَيْكُمْ ) إنه في محل الرفع على العطف ، أي الله يفتيكم والْمَتْلُوُّ في الكتاب.
قوله : ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) أي تبعها في الضياء ، وذا في النصف الأول من الشهر.
ومنه قرىء : ( هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ ) بمعنى تتبع (١) ، وقيل : تَتْلُو كتاب حسناتها وسيئاتها.
قوله : ( يَتْلُونَهُ حَقَ تِلاوَتِهِ ) قيل : يتبعونه.
وسمي القارىء تَالِياً لأنه يتبع ما يقرأ (٢) و
فِي الْحَدِيثِ عَنِ الْبَاقِرِ (ع) قَالَ : « يَتْلُونَ آيَاتِهِ ، وَيَتَفَقَّهُونَ فِيهِ ، وَيَعْمَلُونَ
__________________
(١) الآية في سورة يونس آية ٣٠ ( هنالك تبلوا ) ـ بالباء الموحّدة ـ على ما قرأ عاصم ، وغيره من أهل الكوفة قرءوا « تتل و » بالتّاء المثنّاة ، والمعنى على الأوّل : تختبر أيّ تذعن بجزاء ما أسلفت من خير أو شرّ ، وعلى الثّاني ما يثبته في المتن من الوجهين ـ ن.
(٢) يذكر في « مرّا » و « منّا » شيئا في تلاوة القرآن ـ ز.