وأسفلها والثَّنِيَّةُ » يريد المعلى والمسفل وعقبة المدنيين.
ومنه الْخَبَرُ : « وكَانَ (ص) يَدْخُلُ مَكَّةَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا وَيَخْرُجُ مِنَ السُّفْلَى ».
والثَّنِيَّةُ العليا : التي تنزل منها إلى المعلى مقابر مكة ، والسفلى عند باب شبكة.
قيل : والسر في ذلك قصد أن يشهد له الطريقان.
والِاثْنَانِ : اسم من أسماء العدد ، حذفت لامه ثم عوض همزة وصل فقيل : « اثْنَانِ » كما يقال : « ابنان » ومؤنثه « اثْنَتَانِ » وفي لغة « ثِنْتَانِ » بغير همز ، ثم سمي اليوم به فقيل : « يوم الْإِثْنَيْنِ » وهو أحد أيام الأسبوع ، لا يُثَنَّى ولا يجمع ، وإذا عاد عليه ضمير جاز الإفراد فيه على معنى اليوم ، وهو الأصح ، فيقال : « مضى يوم الْإِثْنَيْنِ بما فيه » والثاني اعتبار المعنى ، فيقال : « بما فيهما ».
و « جاء في أَثْنَاءِ الأمر » أي في خلاله.
و « ثَنَى رجليه » ـ بخفة النون ـ أي عطف ، و « يَثْنِى رجليه » أي يعطفهما.
ومنه الْحَدِيثُ : « مَنْ قَالَ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ ». أي عاطفهما.
والثَّنَوِيَّةُ : من يثبت مع القديم قديما غيره ، قيل : وهم فرق المجوس يثبتون مبدأين مبدأ للخير ومبدأ للشر وهما النور والظلمة ، ويقولون بنبوة إبراهيم (ع). وقيل : هم طائفة يقولون : إن كل مخلوق مخلوق للخلق الأول ، وقد شهد لبطلان قولهم قَوْلُهُ (ع) فِي وَصْفِ الْحَقِّ تَعَالَى : « لَا مِنْ شَيْءٍ كَانَ وَلَا مِنْ شَيْءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » ( وبهذا يبطل ) جميع حجج الثنوية وشبههم (١).
( ثوا )
قوله : ( أَكْرِمِي مَثْواهُ ) أي اجعلي مقامه عندنا كريما ، أي حسنا.
قوله : ( مَثْوىً لَهُمْ ) أي منزلا لهم.
قوله : ( ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ )
__________________
(١) يذكر في « بيض » و « زندق » شيئا في الثنوية ـ ز.