فإنه من أكبر الأشياء على سوقها وبعثها.
وفيه ذكر الْحَادِيَيْنِ وهما الليل والنهار ، كأنهما يَحْدُوَانِ بالناس للسير إلى قبورهم كالذي يَحْدُو بالإبل.
والتَّحَدِّي من « حَادَيْتُ فلانا » إذا باريته ونازعته في فعله لتغلبه ، أو من « تَحَدَّيْتُ الناس القرآن » طلبت ما عندهم لتعرف أينا أقرأ.
قال في المصباح : وهو في المعنى مثل قول الشخص الذي يفاخر الناس بقوله : « هاتوا قوما مثل قومي » أو « مثل واحد منهم ».
وفِي حَدِيثِ جَابِرٍ : « فَجَعَلْتُهُ فِي قَبْرٍ عَلَى حِدَةٍ ». أي منفردا وحده وسيأتي في بابه.
( حذا )
وفِي الْحَدِيثِ : « لَا يُصَلَّى عَلَى الْجِنَازَةِ بِحِذَاءٍ ». هو بالكسر والمد : النعل ، والجمع « أَحْذِيَةٌ » مثل كساء وأكسية.
ومِنْهُ : « لَا تُصَلِّ عَلَى الْجِنَازَةِ بِنَعْلٍ حَذْوٍ » أي نعل يُحْتَذَى به (١).
والْحِذَاءُ أيضا : ما وطأ عليه البعير من خفه.
ومنه قَوْلُهُ (ع) : « مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا ». يعني الناقة.
و « حَاذَيْتُ الشيء » صرت بِحِذَائِهِ وبجنبه.
ومنه حَدِيثُ الْمَأْمُومِ : « يَقُومُ عَنْ يَمِينِ الْإِمَامِ بِحِذَائِهِ ». أي بجنبه مساويا له من غير تأخر اللهم ، إلا بالعقب.
ومثله : « المرأة تصلي بِحِذَاءِ الرجل » أي بإزائه.
و « حَذَوْتُ النعل بالنعل » إذا قدرت كل واحدة من طاقاتها على صاحبتها ليكونا على سواء.
وفِي حَدِيثِ النَّبِيِّ (ص) : « لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ ». أي تشابهونهم وتعملون مثل أعمالهم على السواء.
وفِي الْخَبَرِ : « أَخَذَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَحَذَا بِهَا فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ ». حَذَا : لغة في حثا.
__________________
(١) يذكر في « روء » و « ملس » حديثا في الحذاء ـ ز.