وعملاً ، وكان ثمن ذلك أن قضى (الخلفاء الإثنا عشر) حياتهم جميعاً متوجين بوسام الشهادة في سبيل الله.
وما دامت الدماء التي أريقت على عتبات الرسالة الإسلامية هي دماء رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) متمثّلة بدماء أهل بيته الطاهرين (صلواتُ اللهِ عليهِم أجمعين) ، وليس بالأمر الهيِّن أو اليسير ، وإنّما هو أمر عظيم ، لذا أدعو القارئَ المسلمَ الحرَّ طليقَ الفكر ، والباحثَ عن الحقيقة ، أن يفتحَ عقلَه وقلبَه لهذا البحث ، وأن يتسعَ صدرُه لمواجهة نتائجِه ، والسيرِ على هَدي الحقيقة ، مهما كان الثمنُ غالياً ، إذ لا خسارةَ أكبرُ من أن يصادرَ الإنسانُ عقلَه وفكرَه ، ولا ثمنَ أغلى من نيلِ الحقيقةِ ، والظفرِ بها ، وقطفِ ثمارِها.
وختاماً أرجو أن يكون في هذه الخطوة غنىً للمكتبة الإسلامية ، ورفد للحركة العلمية ، وقبل هذا وذاك أنْ يكونَ بها رضىً لله سبحانه وتعالى ، وتعبير يسير عن محبة أوليائِهِ الطاهرين ، ووفاء لنهجهم ومبادئهم المثلى ، ورفع لغبار الشبهات عن منهج أهل البيت الطاهرين (صلواتُ اللهِ عليهِم أجمعين) ، وتبيانِ الحقائقِ الناصعةِ التي غطَّت عليها السياساتُ القمعيةُ ، والتعصباتُ المقيتةُ ، عبرَ السنينَ الطويلة.
ولا يسعني وأنا أسرد هذه المقدمة إلّا أن أتقدَّم بالثناء الجميل لأخيَ الواعي المستنير السيد (منصور آل حيدر) الذي أعانني بجدٍّ ومثابرة متواصلة في سبر أغوار كتب الحديث العامَّة والخاصة واستقصائها في عمليَّة استقراء شاملة لحديث (الخلفاء الإثني عشر) لتوثيقه بدقة متناهية وأمانة عالية ، فجزاه الله عني وعن الإسلام العظيم خير الجزاء.
ولا أنسى أن أتقدم بالشكرِ الجزيل
والثناء الجميل إلى (مركز
الأبحاث العقائدية) الذي يحظى برعاية المرجع
الديني الكبير السيد علي السيستاني
دام ظله الوارف ،