|
ـ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون بن موسى ، إلّا أنك لست بنبي ، إنَّه لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي. قال : وقال له : ـ أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قال : وسدَّ رسول الله صَلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ أبواب المسجد غير باب علي ، فيدخل المسجد جنباً ، وهو طريقه ، ليس له طريق غيره. قال : وقال : ـ مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه ..) ١. |
من خلال كلّ الذي تقدم يظهر لنا جلياً أنَّ هذه الأحاديث المرويّة عن رسول الله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) بخصوص تنصيب علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) خليفة ووصي من بعده ، وأمره للمسلمين بطاعته ، واتباعه ، وموالاته ، تنسجم تماماً مع حديث (الخلفاء الإثنى عشر) ، من ناحية مضامينه ، ومداليله العامة ، كما ألمحنا إليه ، ومن ناحية نصّ بعض ألفاظ هذا الحديث على أنَّ أول هؤلاء (الخلفاء الإثنى عشر) هو علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) ، وكونه من (قريش) ومن (بني هاشم) كما تقدم.
______________________
(١) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج : ١٢ ، ح : ١٢٥٩٣ ، ص : ٧٧ ـ ٧٨.
وجاء في هامش الحديث : (قال في المعجم (٩ / ١٢٠) : رواه أحمد (٣٠٦٢ و ٣٠٦٣) ، والطبراني في الكبير والأوسط (٣٤٣ ـ ٣٤٤ مجمع البحرين) باختصار ، ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج ، وهو ثقة ، وفيه لين ، قلت : ورواه النسائي في خصائص علي (ص : ٦١ ـ ٦٤) ، ورواه الحاكم في المستدرك (٣ / ١٣٢ ـ ١٣٤) من طريق أحمد ، وقال : صحيح الإسناد ، ووافقه الذهبي).