وقال الإمام محمد بن علي الجواد (عَليهِ السَّلامُ) :
|
(العامل بالظلم ، والمعين عليه ، والراضي به شركاء) ١. |
وقال (عَليهِ السَّلامُ) :
|
(يوم العدل على الظالم أشدُّ من يوم الجور على المظلوم) ٢. |
وهكذا نقرأ نفس الأسلوب وعين المضامين السابقة في أحاديث وممارسات الإمام محمد بن علي الجواد (عَليهِ السَّلامُ) ، والإمام علي بن محمد الهادي (عَليهِ السَّلامُ) ، والإمام الحسن بن علي العسكري (عَليهِ السَّلامُ) ، وأمّا الخليفة محمد بن الحسن المهدي (عَليهِ السَّلامُ) ، فسيرتُه في إقامة القسط والعدل ، واستئصال الظلم والجور ، لهي من أوضح الواضحات ، وأجلى المسلَّمات.
ومضافاً إلى كلّ ذلك ، فقد مارس (الخلفاء الإثني عشر) أسلوباً عمليّاً في مواجهة الطواغيت ، يتمثل بإسناد وتأييد الثورات الشعبية المخلصة ، التي تفصح عن التحدّي الجماهيري بين الحين والآخر ، وتحاول من خلال الجهاد المسلّح من أن تطيح بحكومات الجور والضلال ، وتقيم حكم الله وشريعته المقدسة بدلاً من ذلك.
إنّ (الخلفاء الإثني عشر) ، ومن موقع مسؤوليتهم في الدين والمجتمع ، لا بدَّ أن يقولوا كلمتهم بالنسبة إلى هذه الثورات المسلَّحة ، ويبيِّنوا رأيهم فيها ، لكي تتشخص الرؤية لدى المسلمين ، ويعرفوا حقيقة الموقف الذي يتبناه هؤلاء الخلفاء ، اتجاه الجبابرة والسلاطين.
ومن غير الخفي أنَّه ليس من الضروري أن
يقع التطابق الكامل في رؤية خلفاء الرسول (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
مع الناهضين بهذه الثورات البطولية ، وأن يتم التوافق في جميع الطموحات والأهداف ، لأنَّ هذا مما يختلف باختلاف دوافع الثورة ووسائلها
______________________
(١) الصدوق ، أبو جعفر ، الخصال ، ج : ١ ، باب الثلاثة ، رواية : ٧٢ ، ص : ١٠٧ ، والوسائل للحر العاملي ، ج : ١٦ ، ص : ١٤٠ ، والفصول المهمة لابن الصبّاغ المالكي ، ص : ٢٧٤.
(٢) المالكي ، ابن الصباغ ، الفصول المهمة ، ذكر أبي جعفر الجواد.