وغايتها ، ولكنَّ المهم هو أن يقع التوافق على مستوى رفض كلّ ما لم يحكم باسم الإسلام ، ومبادئه ، وتشريعاته ، ويكون التأييد الصادر عنهم (عَليهِ السَّلامُ) عند إطلاقه تأييداً لهذا الخطّ العام ، والنهج العريض ، الذي تلتقي فيه الرؤى عند هذا الهدف الإسلامي الكبير.
ومن النماذج التأريخية التي تطلّ علينا في هذا المجال تأييد الإمام جعفر بن محمد الصادق (عَليهِ السَّلامُ) لثورة (زيد بن علي) الذي خرج ضد الحكم الأموي ، إذ نراه (عَليهِ السَّلامُ) يقول :
|
(ولا تقولوا خرج زيد ، فإنَّ زيداً كان عالماً ، وكان صدوقاً ، ولم يدعكم إلى نفسه ، إنَّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد (عَليهِ السَّلامُ) ، ولو ظهر لوفى بما دعاكم إليه) ١. |
وفي الحقيقة إنَّ في قول الإمام الصادق (عَليهِ السَّلامُ) هذا تأييد للدوفع التي دعت إلى قيامها من الأساس ، وإقرارا لمشروعيتها الدينية ، بإعتبار أنَّها إكتسبت هذه الشرعية من خلال كونها وسيلة لتسليم الحكم إلى أهله المستحقين له واقعياً ، وهم أهل البيت (عَليهمُ السَّلامُ) ، وليست دعوة تقوم على أساس السيطرة الفردية ، والطموحات الشخصية.
ويعزّز لنا الإمام الصادق (عَليهِ السَّلامُ) هذه الحقيقة أيضاً بالقول لـ (فضيل) :
|
ـ (يا فضيل شهدتَ مع عمي قتال إهل الشام ؟ فقال فضيل : ـ نعم ! قال (عَليهِ السَّلامُ) : ـ فكم قتلتَ منهم ! قال فضيل : ـ ستة. قال (عَليهِ السَّلامُ) : |
______________________
(١) الكليني ، محمد بن يعقوب ، الكافي ، ج : ٨ ، رواية : ٣٨١ ، ص : ٢٦٤ ، ووسائل الشيعة للحر العاملي ، ج : ١٥ ، ص : ٥٠ ، عنه.