|
ـ فلعلَّك شاكٌّ في دمائهم ؟ قال : ـ لو كنتُ شاكّا ما قتلتهم ، قال : فسمعته وهو يقول (عَليهِ السَّلامُ) : ـ أشركني ، أشركني الله في تلك الدماء ، مضى والله زيد عمي وأصحابه شهداء ، مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب (عَليهِ السَّلامُ) وأصحابه) ١. |
وهكذا كان موقف الإمام علي بن موسى الرضا (عَليهِ السَّلامُ) من هذه الثورة ، فقد سجل لنا التأريخ عنه هذه الكلمات في غضون الحديث عن (زيد) وثورته :
|
(إنَّه كان من علماء آل محمد (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، غضب لله عزَّ وجلَّ ، فجاهد أعداءه ، حتى قُتل في سبيله ، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر (عَليهِ السَّلامُ) أنَّه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي (عَليهِ السَّلامُ) يقول : رحم الله عمي زيداً ، إنَّه دعا إلى الرضا من آل محمد (عَليهِ السَّلامُ) ، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه ، إنَّه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد (عَليهِ السَّلامُ)) ٢. |
ومضى أنَّ (زيداً) كان يدعو إلى الرضا
من آل محمد (عَليهِ السَّلامُ)
، وأنَّه كان ينوي تسليم الأمر والحكم بعد نجاح الثورة إلى خيرة آل محمد وأفضلهم ، وكان إذ ذاك يعتقد بأنَّ أخاه محمداً الباقر (عَليهِ السَّلامُ)
هو إمام عصره ، وأنَّه هو الشخص المتأهل لحمل هذا العبء ، والقيام بالمسؤولية المترتبة عليه ، وبناءاً على هذا التصور الذي
كان
______________________
(١) الصدوق ، أبو جعفر ، الأمالي ، ص : ٢٨٦ ، وبحار الأنوار للمجلسي ، ج : ٤٦ ، ص : ١٧١ ، عنه ، ومجلة المنطلق ، العدد : ٥٤ ، ص : ٣٦ ، عام ١٤٠٩هـ ، وعيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ، ج : ١ ، ص : ٢٢٨.
(٢) الصدوق ، أبو جعفر ، عيون أخبار الرضا (عَليهِ السَّلامُ) ، ج : ١ ، ص : ٢٢٥ ، وسائل الشيعة للحر العاملي ، ج : ١٥ ، ص : ٥٤ ، عنه.