الشبهات في وجهِ الحقيقةِ الوضّاء ، في محاولاتٍ بائسة يائسةٍ ؛ لحرف الرأي العام ، والبسطاءِ من الناسِ ، عن سفينةِ النجاة ، التي مَن ركبَها نَجا ، ومَن تخلَّفَ عنها غَرِق وهَوى ، والميلِ بهم عن ذوي القربى الذينَ أمرَ اللهُ في صريحِ كتابِهِ بالتمسُّكِ بمودتهم ، واتباعِ هديِهم ، ولكن أنّى لهم ذلك ؟ وقد غُرسَ فكرُ أهلِ البيت (عَلَيهمُ السَّلامُ) في عقولِ ذوي البصائر النيّرة ، وأُشربت محبتُهم في نفوس ذوي السرائر الطاهرة.
وبما أنَّ منطقَ عالمِ اليوم هو منطقُ العلمِ والمعرفةِ ، ولغتُهُ هيَ لغةُ المباراةِ الفكريةِ الحرّة ، كانَ لزاما علينا أنْ نتناولَ هذهِ الشبهاتِ المثارةَ بالمناقشةِ ، والدرسِ ، والتحليل ، ونضعَها في دائرةِ الضوء ، وعلى بساطِ البحث ، بلغةٍ علميةٍ رصينة ، تعتمدُ الدليلَ والبرهان ، وتقومُ على أساس الحجَّةِ الصادقة ، وتقصدُ بلوغَ الحقيقةِ ، والظفرَ بها ، مهما كانَ الثمنُ باهضاً ونفيساً ، وتبتعدُ عن لغةِ المهاتراتِ ، والتعصبات ؛ لأنَّ الاختلاف في الرأي لا يفسدُ للودِّ قضية ، بل يكونُ أساساً لإرساءِ وحدةٍ إسلاميةٍ متراصّة ، تتمحورُ حولَ أصلينِ لا يختلفُ فيهما مسلمان ، وهما : القرآن الكريم ، ومحبة أهلِ البيت الطاهرين (صَلواتُ اللهِ عَليهِم أجمَعينَ).
وليس من شكّ في أنَّ سلامةَ العقيدة هي الأساسُ الذي تُبنى عليهِ شخصيةُ الإنسانِ المسلمِ المتَّزنِ فكراً ، وخُلُقاً ، ومنطقاً ، وسلوكاً.
ومن أساسيّات العقيدة وأولوياتها أن يتعرّف الإنسان المسلم على المصادر التي يستقي من خلالها رؤيته الإسلامية للكون والحياة والدين ، ومواقفه العملية في العبادات والمعاملات والسلوكيات ، لتتطابق رؤيته مع رؤية الإسلام ، وتتفق مواقفه مع مواقف الإسلام.
ولا اختلاف بين مسلمين على مصدر التشريع
الأول المتمثل بـ (القرآن الكريم) ، ولا على شخصيّة النبي الخاتَم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ)
المجسّد لقيمه وتعاليمه ، والمبيِّن