لأحكامه وأسراره ، ولكنَّ البحث والتحليل يدور حول ما يربط بيننا نحن المسلمين وبين (القرآن الكريم) وحامله (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، وما هو الطريق الآمن الذي يضمن لنا توثيق هذا الإرتباط ، وترسيخ هذه العلاقة ، وتعميق هذا الإنتماء.
وما علينا إلّا أن نستنطق صاحب الرسالة الأكرم (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) ، ونحتكم إليه ، ونطرق بابه ، من خلال ما يمتلكه المسلمون من مصادر ، ووثائق ، وصحاح ، لنرى أنَّه (صَلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسَلَّمَ) قد نصَّ على (الخلفاء الإثني عشر) من بعده ، وأنَّهم هم الجديرون بإكمال شوط الرسالة الإسلامية ، وحماية الدين ، والمحافظة على سلامة التشريع إلى قيام الساعة.
لقد وقف الكثير من المسلمين حائرين ومضطربين ، أمام النصوص النبوية المتواترة في الصحاح والمصادر العالية الوثاقة ، التي تنصُّ على حديث (الخلفاء الإثني عشر) ، ووقف أتباع منهج أهل البيت (عَلَيهمُ السَّلامُ) واثقين ومطمئنين ، لسلامة المعتقد الذي ساروا عليه ، وانتهجوا هديه ، لأنَّه جاء متوافقاً ومتطابقاً مع مقاصد الشريعة الغراء.
لم يكن بمقدوري وأنا في ولاية (فكتوريا) الأسترالية من أن أتخلَّف عن المناظرة التي دعاني إليها أحدهم ممن ينتسب إلى أكابر علماء (الوهابية) في أوائل سفرتي إلى هناك عام (١٩٩٥) م ، لأنَّ الأمر كان يتعلّق بمجموعة كبيرة من المسلمين المنصفين المحايدين الذين استحبُّوا تلبيتي لهذه المناظرة ، ليقفوا على حقيقة معتقدات أتباع منهج أهل البيت (عَلَيهمُ السَّلامُ) ، والأصوات المقابلة لها.
ولست هنا بصدد الخوض في تفاصيل هذه
المناظرة التي صارت سبباً لبصيرة البعض وهدايتهم لمنهج الحق القويم ، وإنَّما أردتُ أن أتناول موضع الشاهد منها لما
قدَّمته حول الحديث المبحوث ، وبما ينسجم مع حجم هذه المقدّمة الموجزة ، حيث وصل بصاحابي الأمر إلى ما يشبه العراك ، وأخذ يرشقني والطائفة المنصورة بمختلف