وكان أول العابدين لله بعد رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو الذي لم يسجد قط لصنم ، فولد موحداً وعاش موحداً حتىٰ لقي الله تعالىٰ وكان أول المسلمين رغم حداثة عمره ، وصغر سنّه ، وكان محطم الأصنام عند فتح مكّة ، فقال عليهالسلام : ( قال لي رسول الله : احملني لنطرح الأصنام من الكعبة ، فلم أطق حمله ، فحملني ، فلو شئت أن أتناول السماء فعلت ) (١) فكان للإمام علي عليهالسلام بذلك جليل القدر والعظمة.
أما قوته وبلاؤه في الحروب فلا أحد يشك في قدرته وقوته وما فَتْحُ خيبر إلّا جزء يسير من البطولات الخالدة له عليهالسلام فبعد رجوع أبي بكر وعمر مهزومين قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : والذي نفسي بيده لأعطي الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يفتح الله علىٰ يده ، فأرسل إلىٰ علي عليهالسلام وهو أرمد فتفل في عينه وقال :
اللهم اكفه أذى الحر والبرد فما وجد حراً بعد ولا برد (٢).
وللبلاء الحسن والقوة التي أظهرها الإمام علي عليهالسلام في خيبر وخصوصاً مما تعارف عليه أصحاب السير والتواريخ من حمل الإمام علي عليهالسلام باباً لا يستطيع عشرة أشخاص حملها ، قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري : ( لولا أن يقول فيك طوائف
______________
(١) إعلام الورىٰ بأعلام الهدى : للطبرسي ١ / ٣٦٢ ، مسند أحمد : ١ / ٨٤ و ١٥١.
(٢) انظر : إعلام الورىٰ بأعلام الهدى : ١ / ٣٦٤ ، ومسند أحمد : ١ / ٩٩ و ١٣٣.