من أمتي ما قالت النصارىٰ في عيسىٰ ابن مريم لقلت فيك اليوم قولاً لا تمر بملأ إلّا أخذوا من تراب رجليك ، ومن فضل طهورك ، فيستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنك مني بمنزلة هارون من موسىٰ إلّا أنه لا نبي بعدي ... ) وبعد نهاية الحديث خر علي عليهالسلام ساجداً ثم قال :
( الحمد لله الذي من علي بالإسلام ، وعلمني القرآن ، وحببني إلىٰ خير البرية خاتم النبيين وسيد المرسلين ، إحساناً منه إلي وفضلا منه علي ) (١).
وهذا جزء يسير من بطولاته القتالية في الدفاع عن الإسلام وردّ اعتداء الكافرين ، اين غيره يوم الأحزاب حينما تجابن الكل عن مبارزة عمرو بن عبد ودّ حتىٰ خرج له الامام وهزمه. واين غيره يوم حنين حيث فرَّ الكل فبقي هو ومجموعة من بني هاشم. واين بطولات غيره يوم بدر وهو يردي الوليد بن عتبة قتيلاً ويوم أحد وهو يرد عن رسول الله ضربات الكفار. إنها جزء قليل من تاريخ الامام علي الجهادي والذي حاول البعض نسيانه وجعله في طي النسيان.
أما العلم فلا أحد يشك في أعلميته عليهالسلام ، وهو القائل ولم يقلها أحد غيره : اسألوني قبل أن تفقدوني ، وكذلك قول عمر بن الخطاب : « ويل لعمر من مسألة ليس لها أبو الحسن » ، ويؤكد هذا الأمر حديث مدينة
______________
(١) المصدر السابق : ٥ / ٣٦٦.