تاريخ الطبري هو المرجع لكل المؤرخين فيما بعد. وقد مثل هذا الخط في أوجه العلامة مرتضى العسكري في كتابه أسطورة ابن سبأ ، وقد رأينا الإمام الخوئي رحمهالله أيضاً قد مال إلىٰ هذا القول في معجم الرجال (١).
وقد كان العلّامة التستري صاحب موسوعة الرجال من بين علماء الشيعة من أقر وجود هذه الشخصية لكل الفارق أنه وضعها في إطارها الحقيقي ، وسحب عنها تلك الخرافية التي أكسبها إياه سيف بن عمر الذي تلاعب بالرواية وأخرجه بالشكل الذي أصبح هو مؤسس المذهب الشيعي ، مع العلم أن الأئمة من آل البيت عليهمالسلام قد لعنوه ويقول الإمام الخوئي في هذا الباب « فعلى فرض وجوده ، فهذه الروايات تدل على أنه كفر وادعى الألوهية في علي عليهالسلام لا أنه قائل بفرض امامته عليهالسلام (٢). وقد سبق أن قلنا أن الأئمة قد لعنوه والروايات كثيرة ، فعن علي بن الحسين عليهالسلام قال : لعن الله من كذب علينا ! إني ذكرت عبدالله بن سبأ فقامت كل شعرة من جسدي ! لقد ادعى (٣) أمراً عظيماً ، ماله لعنه الله (٤) ، وكذلك عن أبي عبدالله عليهالسلام قال « لعن الله عبدالله بن سبأ ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين » (٥) وهكذا يظهر لنا الموقف الحقيقي لخط
______________
(١) السيد الخوئي : معجم الرجال ج ١١.
(٢) المصدر السابق ص ٢٠٧.
(٣) العلامة التستري : قاموس الرجال ج ٦ ص ٣٦٧.
(٤) المصدر السابق : ص ٣٦٦.
(٥) المصدر السابق : ص ٣٧٠.