تطوير هذا العلم فبرز خليل بن احمد الفراهيدي ، وأبدع في هذا الفن. قال أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي : والخليل بن احمد الفراهيدي أوحد العصر وفريد الدهر ، وجهبذ الأمة وأستاذ أهل الفطنة الذي لم ير نظيره ولا عرف في الدنيا عديله ، ومد أطنابه وسبب علله وفتق معانيه وأوضح الحجاج (١).
كما كان الخليل بن احمد مبدع في علوم اللغة العربية والتي يقصد بها الاشتغال بألفاظ اللغة من حيث أصولها ، واشتقاقها ومعناها ، حيث كان سيد أهل الأدب وأسبق العرب إلىٰ العرب إلىٰ تدوين اللغة وترتيب ألفاظها علىٰ حروف المعجم ، إذ ألف في هذا المجال كتاب العين الذي يحوي فيه كل ما كان معروفاً في أيامه من ألفاظ اللغة وآدابها ، وأما ارتباطه المذهبي فقد كان شيعياً إمامياً وقد ألف كتاباً في الإمامة اورده بتمامه محمد بن جعفر المراغي في كتابه واستدرك عليه مالم يذكره واسماه الخليلي.
وقد قال النجاشي محمد بن جعفر بن محمد ابو الفتح الهمداني الوادعي المعروف بالمراغي كان يتعاطىٰ الكلام ، له كتاب مختار الأخبار كتاب الخليلي في الإمامة وكتاب ذكر المجاز من القرآن (٢). وهذا دليل واضح علىٰ كون الفراهيدي احد المتشايعين لآل البيت عليهمالسلام.
______________
(١) جعفر السبحاني في الملل والنحل ٦ / ٥٢٢.
(٢) النجاشي ، الرجال : ٢ / ٣١٨.