وقد قال العلامة الحلي في الخلاصة القسم الأول ٦٧ : كان الخليل بن أحمد الفراهيدي أفضل الناس في الأدب ، وقوله حجة فيه واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر ، وكان إمامي المذهب.
وقال ابن داوود : الخليل بن أحمد شيخ الناس في علوم الأدب ، فضله وزهده أشهر من أن يخفى ، كان إمامي المذهب (١).
وهكذا كان التشيع يساير تطور اللغة ويسهر علىٰ تطويرها من أجل خدمة هذا المذهب الذي حاول المؤرخون جعله حالة شاذة داخل المجتمع نظرا لتعارض وجهات النظر بينه وبين السلطة الحاكمة. لكن من العيب جدا وفي ظل التحقيق التاريخي أن يخرج من دائرة الفكر الإسلامي من أجل إرضاء النزوات المذهبية المتعصبة ، والذي يلاحظ خصوصاً مع كاتبنا محمد عابد الجابري ، فإن كان الفكر المتحجر وقف ضد هذه الحركة الفكرية فكذلك كان جزاء العلماء الشيعة وقتلهم لم يطل فقط الخارجين بالسيف كزيد بن محمد الباقر عليهالسلام ، بل تعداه إلىٰ علماء اللغة أيضاً ، وابن السكيت أحد ضحايا العنف السلطاني الذي لاحق العلماء الموالين لآل البيت ، فقد كان يعقوب بن جعفر السكيت أحد جهابذة اللغة وله كتب عديدة من بينها « إصلاح المنطق » ، كتاب « الألفاظ » ، كتاب « ما اتفق لفظه ، واختلف معناه » ، كتاب « الاضداد » ، كتاب « المذكر والمؤنث » ، كتاب « المقصور
______________
(١) جعفر السبحاني بحوث في الملل والنحل : ٦ / ٥٣٩.