والممدود » (١) وقد كان سبب قتله حبه لآل البيت حيث قتله المتوكل ، وسبب قتله أن المتوكل سأله يوماً وهو يعلّم ابنيه وقال : يا يعقوب أيهما أحب إليك ، إبناي هذان ، أم الحسن والحسين ؟ فأجابه : إن قنبراً خادم علي خير منك ومن ابنيك. فأمر المتوكل فسلوا لسانه من قفاه فمات ، وقد خلف بضعة وعشرين أثراً في النحو واللغة والشعر استشهد سنة ٢٤٤ (٢).
وتاريخ الشيعة في الفن والأدب لم يقف عند هذا الحد ، وعند هؤلاء العلماء ، فلقد أبدعوا في الشعر وعلم العروض وبرز علماء جهابذة حصنوا اللغة العربية ودافعوا عليها بتمتين قواعدها حتىٰ تصير في متناول الدارسين للموروث الإسلامي المقدس ألا وهو كتاب الله تعالىٰ ، فسايروا بذلك التطور التاريخي ولعبوا في تاريخ اللغة والنحو والفنون دوراً مهماً وبارزاً ، لا يخفىٰ أثره حتىٰ ولو حاول المعارضون أن يقفوا ضدهم ، لأن مسألة العلم شيئاً يستحسنه العقل البشري ويتقبله ، رغم ما يمكن أن تعمل السلطات وعملاء التحريف والتزوير التاريخي. ولم يقف الحد عند اللغة وفنونها بل تعداه إلىٰ مجالات متعددة من فقه وفلسفة وخصوصاً هذه الأخيرة حيث كان للشيعة اليد الطولى في بلورة الفلسفة الإسلامية وتطويرها.
______________
(١) النجاشي الرجال : ١ / ٢٧٢.
(٢) جرجي زيدان تاريخ آداب اللغة : ١ / ٤٢٤.