علىٰ هذا الموضوع يجب أن نلفت الانتباه إلىٰ أن مسألة الاثنى عشر خليفة وردت في الكتب القديمة وخصوصاً العهد القديم مما يجعل منه حقيقة قائمة وجب الإجابة عنها بشكل صحيح يستجيب ومعطيات المجتمع الإسلامي وحقيقة الدين الإسلامي.
فأما ما جاءت به الكتب القديمة فقد جاء في العهد القديم سفر التكوين الاصحاح السابع عشر :
وقال إبراهيم لله ليت اسماعيل يعيش امامك ، فقال الله : بل سارة امرأتك تلد لك ابناً وتدعو اسمه اسحاق واقيم عهدي معه عهد أبدياً لنسله من بعده ، وأما اسماعيل فقد سمعت لك فيه ها أنا أباركه وأثمره وأكثره كثيراً جداً ، اثنىٰ عشر رئيساً يلد ، واجعله أمة كبيرة.
هذه من إحدىٰ المبشرات التي ذكرت في الكتب القديمة وأما علىٰ مستوىٰ المرويات الإسلامية فإن حديث الاثنى عشر مما تواترت به أحاديث العامة والشيعة وأصبحت صحتها أوضح من الشمس في كبد السماء.
روىٰ البخاري في صحيحه عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : يكون اثنا عشرة أميراً ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي إنه قال كلهم من قريش (١) وأما مسلم فأخرجه عن جابر بن سمرة وهذا الحديث محل إجماع المسلمين لكن الإشكالية التي طرحت هو
______________
(١) صحيح البخاري : ٨ / ١٢٨.