تبوك فلو كان شيئاً يفوته شيء غير النبوة لاستثناه ، وقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الثقلان كتاب الله وعترتي ، وأنه لم يؤمر عليه أمير قط ، وقد امرت الامراء علىٰ غيره (١).
يبقىٰ هذا عرض مختصر وموجز جداً لخصال تحلّى بها الامام دون سواه من أصحاب الرسول ، وماذكرناه ماهو إلّا تلميحات زخرت بها كتب التاريخ وأفرد لها المؤرخين كتباً تبرز خصائص الامام والتي هي عين خصائص الامام علي عليهالسلام إن هذه الخصائص التي تجلت في شخصه الشريف تكفيه دون الأحاديث الصادرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لجعله الخليفة من بعده وحامل عبأ الرسالة بشقيها الدنيوي والديني ، وما حياة الرسول إلّا عملية لإيصال الناس إلىٰ مستوىٰ الرشد وتهيئتهم للإيمان بولاية آل بيته عليهمالسلام فمنذ حديث الدار وهو الشرارة الاولىٰ للولاية إلىٰ يوم الغدير وحديث التنصيب الإلهي المباشر وإتمام الدين حيث نزل قوله تعالىٰ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) فكان إتمام الدين بتنصيب الإمام علي عليهالسلام ولياً للمسلمين ، وبالتالي الدخول إلىٰ مرحلة ثانية بعد مرحلة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وانطلاق سلسلة الاثنىٰ عشر إماماً. وتعتبر هذه أكبر مشكلة يواجهها فكر أهل العامة إذ لحد الآن لم يستطيعوا إعطاء إجابة كافية تجيب علىٰ إشكالية الأئمة الاثني عشر. وقبل الولوج في إعطاء إطلالة
______________
(١) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة : ١ / ٣٢٩.