الإسلام وكذب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وطلب العذاب من الله تحديا واستخفافاً فعلىٰ الله أن يعجل عليه نقمته. وكما أسلفنا سابقاً أنه خلال المرحلة المدنية تزايد المنافقون الذين يكنون الدسائس للإسلام.
الاعتراض الرابع
ان المعلوم من هذا الحديث أن حارثا المذكور كان مسلماً باعترافه بالمبادئ الخمسة الإسلامية ومن المعلوم بالضرورة أن أحداً من المسلمين لم يصبه عذاب علىٰ عهد النبي.
الجواب الرابع
إن الحارث قبل تشكيكه في أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مسلماً ولكن لمجرد التشكيك دخل الكفر وفي قوله تعالىٰ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) والسؤال بمعنىٰ الطلب والدعاء وتم الحاق الباء لما تضمن الفعل من الاهتمام والاعتناء ، وقيل الباء زائدة للتأكيد ، ومآل الوجوه واحد وهو طلب العذاب من الله كفراً وعتواً.
والآية تحكي سؤال العذاب وطلبه عن بعض من كفر طغياناً وكفراً (١) وأما العذاب الذي جاءه كان بعد الكفر والارتداد.
لكن شيخنا يتراجع ويخبرنا بكون الحارث بن كلدة غير معروف في الصحابة ولم يذكره ابن عبد البرفي الاستيعاب وابن مندة وابو نعيم
______________
(١) الطباطبائي ، الميزان : ٢٠ / ٧.