وعن عبدالله بن عمر ، قال : جاء رجل إلى أبي بكر فقال : أرأيت الزنا بقدر ؟ قال : نعم ، قال : فإن الله قدّره عليّ ثمّ يعذّبني ؟
قال : نعم ، يابن اللخناء ، أما والله لو كان عندي إنسان لأمرته أن يجأ أنفك. (١)
وهذا الأمر لا نشاهده عند الإمام علي ، فإنه كان يقول للناس : ( سلوني قبل أن تفقدوني ) ؛ لأنّ العالم بالأحكام لا يهاب السؤال ، بل يعجبه أن يُسأل ليجيب ، بعكس الذي لا يعرف الحكم الشرعي فتراه يتخوف من السؤال ، وهذا ما شاهدناه عند أبي بكر وعمر، فقد روى أبو عثمان النهدي قال : سأل رجل ـ من بني يربوع أو من بني تميم ـ عمر بن الخطاب عن الذاريات ، والمرسلات والنازعات أو عن بعضهن.
فقال عمر : ضع عن رأسك ، فإذا له وفرة ، فقال عمر : أما والله لو رايتك محلوقاً لضربتُ الذي فيه عينك.
ثمّ كتب إلى أهل البصرة أو قال : إلينا أن لا تجالسوه ، فلو جاء ونحن مائة لتفرقنا. اسم هذا الرجل صبيغ بن عسيل ... (٢)
وفي المقابل روى الحاكم النيسابوري بسنده عن أبي الطفيل ، قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قام على المنبر فقال : سلوني قبل أن لا تسألوني ، ولن تسألوا بعدي مثلي ، قال : فقام ابن الكواء ، فقال : يا أمير المؤمنين ما ( وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ) ؟ قال : الرياح.
قال : فما ( الْحَامِلَاتِ وِقْرًا ) ؟ قال : السحاب.
_______________________________________
١. رواه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة ٤ : ٦٦٣ / ١٢٠٥ ، وعنه في كنز العمال ١ : ٣٣٤ / ١٥٣٧ ، تاريخ الخفاء ١ : ٩٥.
٢. مسائل أحمد ١ : ٤٧٨ ، ح ٨١.