قال الواقدي : ولما صاح إبليس : ( إن محمداً قد قُتل ) تفرّق الناس ، فمنهم من ورد المدينة ... وكان مِمَّنْ ولّى فلان ، والحارث بن حاطب. (١)
لكن ابن أبي الحديد رواه عن الواقدي صريحاً دون كناية ، فقال : وكان ممن ولّى عمر وعثمان والحارث بن حاطب. (٢)
قال رافع بن خديج : ... وإني لأنظر إلى فلان وفلان في عرض الجبل يَعْدون ، فكان عمر يقول : لما صاح الشيطان ( قتل محمّد ) أقبلتُ أرقى في الجبل كأنني أُرْويَّة. (٣)
وذكر محمد بن إسحاق في المغازي : ... أنّ الناس فرّوا عن رسول الله يوم أحد حتى عثمان بن عفان فإنه أول من فرّ ودخل المدينة ، وفيه نزل : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ). (٤)
وقال الفخر الرازي : ومن المنهزمين عمر ، إلّا أنه لم يكن في أوائل المنهزمين ولم يبعد ، بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي ، ومنهم عثمان بن عفان انهزم مع رجلين من الأنصار يقال لهما : سعد وعقبة ، انهزموا حتى بلغوا موضعاً بعيداً ، ثمّ رجعوا بعد ثلاثة أيام. (٥)
قال النيسابوري : قال القفال : الذي تدل عليه الأخبار في الجملة أن نفراً قليلاً تولّوا وأبعدوا فمنهم من دخل المدينة ، ومنهم من ذهب إلى سائر الجوانب ... ومن
_______________________________________
١. المغازي ١ : ٢٧٧ وفي نسخة عمر وعثمان بدل فلان.
٢. شرح النهج ١٥ : ٢٤.
٣. المغازي ١ : ٢٩٥ ، شرح النهج ١٥ : ٢٢ ، ومثله في المغازي ١ : ٣٢١ ، والدر المنثور ٢ : ٨٩.
٤. تذكرة الخواص : ٣٨ ، انظر صحيح البخاري ٥ : ٣٥ ، عن عثمان بن موهب ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٥ والآية من سورة آل عمران : ١٥٥.
٥. التفسير الكبير ٩ : ٤٢.