الذين هربوا من القتال.
قال الواقدي : وكان طلحة بن عبيدالله ، وابن عباس ، وجابر بن عبدالله يقولون : صلى رسول الله على قتلى أحد ، وقال رسول الله : أنا على هؤلاء شهيد ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ألسنا إخوانهم أسلمنا كما أسلموا ، وجاهدنا كما جاهدوا !
قال صلىاللهعليهوآله : بلى ، ولكنّ هؤلاء لم يأكلوا من أجورهم شيئاً ، ولا أدري ما تُحدثون بعدي ، فبكى أبو بكر وقال : إنا لكائنون بعدك ؟! (١)
وجاء عن رسول الله أنه قال لعمر لما اعترض عليه في صلح الحديبية : أنسـيتم يوم أُحد إذ تُصعدِون ولا تلوون على أحد ، وأنا أدعوكم في أُخراكم. (٢)
وقد مر عليك كلام رسول الله في عثمان : لقد ذهبتَ فيها عريضة.
أما يوم خيبر ، فقد جاء في السيرة الحلبية قول رسول الله في خيبر ـ لما فر الشيخان ـ برايته : لأعطينَّ الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح على يديه ليس بفارٍّ ، وفي لفظ : كرار غير فرّار.
فدعا علياً وهو أرمد فتفل في عينه ، ثمّ قال : خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك. (٣)
قال أبو سعيد الخدري : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أخذ الراية فهزها ، ثمّ قال : من يأخذها بحقها ؟ فجاء فلان [ أبو بكر ] فقال : أنا ، قال : أَمِطْ ، ثم جاء جاء رجل
_______________________________________
١. المغازي ١ : ٣١٠ ، شرح النهج ١٥ : ٣٨ واللفظ له ، وانظر الموطأ ٢ : ٤٦١ / ٩٨٧ ، والتمهيد لابن عبد البر ٢١ : ٢٢٨ / ٢٠٣.
٢. المغازي ٢ : ٦٠٩ وعنه في شرح النهج ١٥ : ٤٢ ـ ٢٥ وانظر الدر المنثور ٦ : ٦٨ ، وعيون الأثر ٢ : ١٢٥.
٣. السيرة الحلبية ٢ : ٧٣٧ ، سيرة ابن هشام ٣ : ٧٩٧ ، مسند أحمد ١ : ٩٩ ، الأحاديث المختارة ٢ : ٢٧٥ ، فتح الباري ٧ : ٣٦٥ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٤ ، وقد رواه البخاري في صحيحه ٥ : ٧٦ ، ومسلم ٥ : ١٩٥ ، مختصراً.