نكث للعهد والأيمان ، وقد تعرّض الإمام علي والعباس ـ عم الرسول ـ لهذا المطلب لما جاءا يطلبان ميراث رسول الله ، فكان مما قالاه هو أن أبا بكر وعمر كاذبان آثمان غادران خائنان.
ولهذا فإن النبي صلىاللهعليهوآله لما هادن أهل مكة بعد البيعة تحت الشجرة حمل المسلمون بالسلاح على قريش فهزمتهم قريش ، فبعث صلىاللهعليهوآله علياً فردهم فتابوا ، فقال النبي : الآن عودوا إلى البيعة فقد نقضتم ما كان في أعناقكم ، فبايعوا على أن لا يفروا فسميت بيعة الرضوان ، لوقوعها بعد العصيان. وإن فرار الشيخين ـ بخيبر وحنين ـ وجماعة من المسلمين هو نكث لبيعة الرضوان ». (١)
وقد جاء في صحيح مسلم أن عمر قال لعلي والعباس : ... قال أبو بكر : قال رسول الله ( لا نورث ما تركناه صدقة ) فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ، ثم توفى أبو بكر فقلت : أنا ولي رسول الله وولي أبي بكر ، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً. (٢)
فأبو بكر في منطق عم الرسول ( العباس ) ، وصهر الرسول ( علي ) ، وبنت الرسول ( فاطمة ) كان كاذباً آثماً ، والكاذب ليس بصادق فكيف يكون صدّيقاً.
قال ابن شهرآشوب في المناقب : وقال المتكلمون : ومن الدلالة على إمامة علي عليهالسلام قوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) فوجدنا علياً بهذه الصفة لقوله : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ) يعني الحرب ( أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) فوقع الإجماع بأن علياً أولى
_______________________________________
١. الصراط المستقيم ٣ : ١٠٠ ـ ١٠١.
٢. صحيح مسلم ٥ : ١٥٢ـ ١٥٣ كتاب الجهاد والسير ، باب حكم الفيء ، وانظر في منازعة الإمام علي والعباس صحيح البخاري ٤ : ٤٤ باب فرض الخمس وكتاب الجهاد والسير ٥ : ٢٣ ـ ٢٤ وتفسير ابن كثير ٤ : ٣٥٩ وشرح نهج البلاغة ١٦ : ٢٢٢ ، تاريخ المدينة لابن شبة ١ : ٢٠٤.