محمد أقول عوداً وبدءاً ولا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً » (١) أرادت أن توضح حقيقة مهمة وهي أنّي فاطمة التي قال عنها رسول الله ( سيدة نساء العالمين ) (٢) و ( الصدّيقة ) (٣) و ( أم أبيها ) (٤) و ( فداها أبوها ). (٥)
كما أنها أرادت أن تقول : أنا تلك التي قال عنّي رسول الله : فاطمة بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها. (٦)
إذا إني ( لا أقول ما أقول غلطاً ولا أفعل ما أفعل شططاً ) وأبي محمد لا يوصي بأحدٍ عن هوى ؛ لأنّه هو الذي ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ) ، وقد أكد الإمام عليٌّ هذه الحقيقة بقوله : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم يقرّبني بما تعلمونه من
_______________________________________
١. شرح الأخبار ٣ : ٣٤ ، الاحتجاج ١ : ١٣٤ ، شرح النهج ١٦ : ٢١٢.
٢. مسند أبي داود : ١٩٧ ، مصنف ابن أبي شيبة ٧ : ٢٥٧ / ٥ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٥٦ ، وقال : هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه.
٣. الكافي ١ : ٤٥٨ / ٢ ، منتقى الجُمان ١ : ٢٢٤.
بل قالت في وصفها أمّ المؤمنين عائشة ـ كما في سنن الترمذي ٥ : ٣٦١ / ٣٩٦٤ ، وسنن أبي داود ٢ : ٥٢٢ / ٥٢١٧ ، والمستدرك للحاكم ٢٤ : ٢٧٢ ، والبخاري في الأدب المفرد : ٢٠٢ ـ : ما رأيت أحداً أشبه سمتاً وهدياً برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله ، قالت : وكانت إذا دخلت على النبي قام إليها فقبّلها وأجلسها في مجلسه ، وكان النبي صلىاللهعليهوآله إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها.
وفي نصّ ثانٍ ـ كما في المستدرك للحاكم ٣ : ١٥٤ ، والسنن الكبرى للبيهقي ٧ : ١٠١ ـ : ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله ، وكانت إذا دخلت عليه ، رحّبَ بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها ، وأجلسها في مجلسه.
وفي نص ثالثٍ عن عائشة ـ ذكره الحاكم في مستدركه ٣ : ١٦١ والزرندي في نظم درر السمطين : ١٨٢ ـ انها إذا ذكرت فاطمة بنت النبي قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجةً منها إلّا أن يكون الذي ولدها.
٤. المعجم الكبير ٢٢ : ٣٩٧ ، تاريخ دمشق ٣ : ١٥٨ ، أُسد الغابة ٥ : ٥٢٠.
٥. أمالي الصدوق : ٣٠٥ / ٣٤٨ ، روضة الواعظين : ٤٤٤ ، مناقب ابن شهرآشوب ٣ : ١٢١.
٦. صحيح البخاري ٦ : ١٥٨ ، سنن أبي داود ١ : ٤٦٠ / ٢٠٧١ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٤٠٤.