وغضبه برضى وغضب شخص غير معصوم.
فالرسول الأمين لم يقل : إن فاطمة تغضب لغضب الله وترضى لرضاه ، بل قال صلىاللهعليهوآله : إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ، وفي هذا معنى عظيم يدركه الواعي البصير ؛ إذ أنّ الإنسان الذي يريد الوصول إلى كمال العبادة والمعرفة يسعى ويجدّ كي يكسب رضا الله تعالى ، لكن الأمر يختلف هنا حيث أنّ رضا الله سبحانه وغضبه يدور مدار رضا وغضب الصدّيقة الزهراء ، وهنا يقف الفكر حائرا ، ولا يمكن لأحد الوصول إلى كنه هذا الكلام إلا الكُمَّل.
والآن لننظر كيف تعامل أبو بكر معها :
عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : لما بويع أبو بكر ، واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار ، بعث إلى فدك مَن أخرج وكيل فاطمة عليها السلام بنت رسول الله منها ، فجاءت فاطمة الزهراء صلىاللهعليهوآله إلى أبيبكر ثم قالت : لِمَ تمنعني ميراثي من أبي رسول الله ؟ وأخرجت وكيلي من فدك ، وقد جعلها لي رسول الله صلىاللهعليهوآله بأمر من الله تعالى ؟ فقال : هاتي على ذلك بشهود. فجاءت بأم أيمن ، فقالت له أم أيمن : لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتجَّ عليك بما قال رسول الله : أنشدك بالله ألست تعلم أن رسول الله قال : « أم أيمن امرأة من أهل الجنة » ؟ فقال : بلى ، قالت : فأشهد أن الله عزوجل أوحى إلى رسول الله : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ ) ، فجعل فدكاً لها طعمة بأمر الله ، فجاء علي عليه السلام فشهد بمثل ذلك.
فكتب أبو بكر : لها كتاباً ودفعه إليها
، فدخل عمر فقال : ما هذا الكتاب ؟ فقال : إنّ فاطمة ادّعت في فدك وشهدت لها أم أيمن وعلي ( عليه السلام ) ، فكتبته لها ، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة ، فتفل فيه ومزّقَه. فخرجت فاطمة عليها السلام تبكي ، فلما كان بعد ذلك جاء علي عليه السلام إلى أبي بكر وهو في