وأخرج مسلم عن سعد بن أبي وقاص (١) وابن عباس قريباً منه. (٢)
فمن كان هذا حظه من الله ورسوله ، فهل هناك من داع لأن يكذب على الله ورسوله ؟ بل إنّ عدم تصديق علي أو الردّ عليه وعلى فاطمة تكذيبٌ للنبيّ في تلك الصحاح والمتواترات التي نطقت بفضلهما وخاصّة تلك التي هي مورد اتفاق المسلمين.
والذي يتصفح التاريخ الإسلامي يرى أنّ غالبية الكاذبين على الله ورسوله كانوا ذوي نزعات جاهلية أو ميول نفسانية أو عجز فكري فاضح ، وهم في الغالب ممن أسلموا خوفاً من السيف ، أو تركوا الجهاد خوفاً على أنفسهم ، أو اندسوا في صفوف المسلمين كمسلمة الفتح ومن بعدهم وكالمنافقين و ...
وهذه الدواعي الثقيلة في الحسابات السماويّة كلها منتفية في حق علي بن أبي طالب ، وفاطمة الزهراء ، والسيدة خديجة الكبرى ، وعموم من طهرهم الله تطهيرا من أهل البيت ، ولذلك قال الصدّيق الأكبر علي بن أبي طالب : ما كَذِبْتُ ولا كُذِبْتُ. (٣)
وهذه الدواعي منتفية أيضاً عند أتباع أهل البيت كالمقداد وسلمان وأبي ذر وعمار وابن عباس وحذيفة بن اليمان ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين و ... إذ وردت نصوص عن رسول الله في مدحهم وصدقهم ، وهم أُناس منزهون
_______________________________________
صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٠.
١. صحيح مسلم : ١٢٠ كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل علي ، سنن الترمذي ٥ : ٣٠١ ح ٣٨٠٨.
٢. المعجم الأوسط ٨ : ٢١٢ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٠ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١١١ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٧٢ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٢.
٣. مسند أحمد ١ : ١٣٩ ، ١٤٠ ، ١٤١ ، مستدرك الحاكم ٢ : ١٥٤ حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ : ٣٧١ ، مسند أبي داود : ٢٤ ، المصنف لعبد الرزاق ٣ : ٣٥٨ ح ٥٩٦٢.