فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ، (١) وقوله تعالى : ( قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ). (٢)
فنتساءل : هل أنّ شهادة الرسول ، ورؤيته للأعمال ، مختصّتان بعصر الصحابة ومن عاصروا الرسول الأكرم ، أم لهما الشمولية لكل الأزمان والأمكنة وجميع الأجيـال ؟
بل ما معنى قوله : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ) ، (٣) وهل هي مختصة بعصر الرسالة فقط ، أم أنها تشمل سائر الأزمان ؟ وإذا اختصت الآية بعصر الرسالة ، ألم يكن هذا إجحافاً في حقّ الأجيال اللاحقة ؟
وما معنى شهادة الرسول في الآية السابقة ؟ وكيف يمكن تصور شهادته على الناس طبق الظوابط المادية التي نعرفها ؟ مع أنه صلىاللهعليهوآله ميت وأنهم ميتون في الظاهر ؟!
إن ذلك كله من الغيب الإلهي الذي لابدّ من الإيمان به ، وإن لم نعرف تفاصيل حقيقته وكيفيته ، لأنّ المسلم يجب أن يؤمن بالغيب طبقاً لقوله تعالى : ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ) ، فهناك مفاهيم معنوية غيبية كثيرة في حياتنا الإسلامية يجب معرفتها والوقوف عليها.
وباعتقادي أن تسليط الضوء على هذه الزاوية سيحل الكثير من المسائل العقائدية التي لا يدرك عمقها الآخرون ؟! لأنّ التعامل مع الأمور تعاملاً حسياً
_______________________________________
١. التوبة : ١٠٥.
٢. الرعد : ٤٣.
٣. النساء : ٦٤.