بقوله : ألم تسمع قوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ). (١)
وجاء في كتب التاريخ والحديث : إنّ رسول الله اشترى فرسا من سواد بن قيس المحاربي فجحده ، فشهد له خزيمة بن ثابت ، فقال له رسول الله ما حملك على الشهادة ولم تكن معنا حاضراً ؟ قال : صدّقتك بما جئتَ به وعلمتُ أنك لا تقول إلّا حقاً. فقال رسـول الله : من شهد له خزيمـة أو شهد عليه فحسبه. (٢)
وأخيرا أنقل لك ما رواه جابر بن عبدالله الأنصاري أنّه شهد أعرابياً وقف على باب فاطمة وطلب منها عليهاالسلام ما يسد جوعه ويكسي جسده ، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين ، فقالت : خذ هذا أيُها الطارق ! فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه.
قال الأعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش ! ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب ؟
قال : فعمدت عليهاالسلام لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوّضك به ما هو خير منه.
فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله ، والنبي جالس في أصحابه ، فقال : يا رسول الله ، أعطتني فاطمة [ بنت محمّد ] هذا العقد وقالت :
_______________________________________
١. الأنفال : ٢٤. وقد ذكر الخبر البخاري في صحيحه ٥ : ١٤٦ ، ١٩٩ ، ٢٢٢ ، من كتاب تفسير القرآن ، و ٦ : ١٠٣ من كتاب فضائل القرآن ، ومسند أحمد ٣ : ٤٥٠ ، ٤ : ٢١١ ، سنن أبي داود ١ : ٣٢٨ / ١٤٥٨ ، سنن النسائي ٢ : ١٣٩ ، صحيح ابن حبان ٣ : ٥٦ ، المعجم الكبير ٢٢ : ٣٠٣ ، وفي سنن الترمذي ٤ : ٢٣١ / ٣٠٣٦ ، مسند الحاكم ١ : ٥٥٨ ، سنن البيهقي الكبرى ٢ : ٢٧٦.
٢. الآحاد والمثاني ٤ : ١١٥ ، المعجم الكبير ٤ : ٨٧ ، مستدرك الحاكم ٢ : ١٨.