وفي روايات العامة ( علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ) ، (١) وفي روايات الفريقين ما يصدّق قول الإمامية ، حيث روى الفريقان أنّ في الأخبار بأن عيسى عليهالسلام حين يأتي في آخر الزمان سوف يصلي خلف الإمام المهدي عند ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف ، (٢) وهو دليل على أفضلية أئمة أهل البيت على أنبياء بني إسرائيل.
ولو قايست بين كلام إبراهيم عليهالسلام والإمام علي لوقفت على المنزلة المعرفية الكبرى لعلي عليهالسلام ، فسبحانه جلّ وعلا قال لنبي الله إبراهيم : ( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) ، (٣) وأما الإمام علي فقال : ( لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً ) ، (٤) وفي هذا معنى عظيم يدركه العالم البصير.
وبنفس المنطق ، وبنص كلام الرسول صلىاللهعليهوآله كانت السيدة الزهراء هي أفضل من السيدة مريم ، لأنّ رسولَ الله قال في وصفها ـ وهو الذي نزل عليه القرآن المصرح باصطفاء مريم ـ : إنّها [ فاطمة ] سيدة نساء العالمين ، فقيل : يا رسول الله هي سيدة نساء عالمها ؟ فقال صلىاللهعليهوآله : ذاك لمريم بنت عمران ، أما ابنتي فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين. (٥) فكيف بعائشة !
*
_______________________________________
١. المحصول للرازي ٥ : ٧٢ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ : ٣٣٧.
٢. الآحاد والمثاني ٢ : ٤٤٦ ـ ٤٤٩ / ١٢٤٩ ، كنز العمال ١٤ : ٢٦٦ / ٣٨٦٧٣ عن أبي نعيم في كتاب المهدي عن ابي سعيد. فتح الباري ٦ : ٣٥٨ ، تفسير القرطبي ١٦ : ١٠٦.
٣. البقرة : ٢٦٠.
٤. تفسير أبي السعود ١ : ٥٦ ، ٤ : ٤ ، الصواعق المحرقة ٢ : ٣٧٩ ، حاشية السندي ٨ : ٩٦ ، مناقب ابن شهرآشوب ١ : ٣١٧ ، والفضائل لابن شاذان : ١٣٧.
٥. أمالي الصدوق : ٥٧٥ وعنه في شرح الأخبار ٣ : ٥٢٠ / ٩٥٩ وبحار الأنوار ٢٤ / ٢٠ : ٤٣ ، بشارة المصطفى : ٣٧٤ / ٨٩ من طريق آخر وعنه في البحار ٣٧ : ٨٥ / ٥٢.