الهجرة ، في دار أبي طلحة زيد بن سهل ، وكانت السقاية لأنس بن مالك. والتحريم كان في السنه الثانيه أو الرابعة ، والسادسة من الهجرة.
فأبو بكر لم يأخذ درساً ولم يعتبر من غضَب رسول الله ، بل تراه يولّي خالد بن الوليد الذي تبرأ منه نبي الإسلام أكثر من مرة ، ومن ضرار بن الأزور وأمثالهما الشاربين للخمور وأصحاب الفجور ، كل ذلك لأنه إنسان يخضع لهواه ويقدّم مصلحته على دستور ربِّ العالمين.
كان هذا طرف من حال الخليفة.
والآن لنستمع للإمام علي ماذا يقول عن رسول الله وعن نفسه :
... ولقد قرن الله به صلىاللهعليهوآله من لدن أن كان فطيما أعظم ملكٍ من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ، ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره ، ولقد كنت اتّبعه اتّباع الفصيل إثر اُمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه عَلَماً ، ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كل سنةٍ بحراء ، فأراهُ ولا يراهُ غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة ، وأشم ريح النبوة ، ولقد سمعت رنَّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلىاللهعليهوآله فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الرنة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ، إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلّا أنّك لست بنبي ، ولكنك وزير ، وإنّك لعلى خير ... . (١)
وفي بغية الباعث والمطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية والجمع بين الصحيحين وغيرها : أنّ النبي قال لعلي بن أبي طالب : يا علي خُذ الباب ، فلا يدخلن عليّ أحد فإن عندي زوراً من الملائكة ، استاذنوا ربهم أن يزوروني.
_______________________________________
الخمر ، والدر المنثور ٢ : ٣٢١ ، مسند أحمد ٣ : ١٨١ ، ٢٢٧ ، تفسير الطبري ٧ : ٢٤ السنن الكبرى للبيهقي ٨ : ٢٨٦ ، ٢٩٠ ، تفسير ابن كثير ٢ : ٩٣.
١. نهج البلاغة الخطبة ٢ : ١٥٧ ، الخطبة ١٩٢.