الرجال إلّا على محمد وأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام. (١)
فالتطهير هو أعلى شرف وامتياز لهم ، وهو يؤكد كونهم من نور واحد وطراز فريد ، ولهذا ترى أنّ المعصوم لا يغسّله إلّا معصوم حسبما جاءت به الروايات :
عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : قال لي أبي : قال علي عليهالسلام : لما قرأت صحيفة وصية رسول الله فإذا فيها : يا علي ، غسلني ، ولا يغسلني غيرك.
قال : فقلت يا رسول الله صلىاللهعليهوآله بأبي أنت وأُمي ، أنا أقوى على غسلك وحدي ؟!
قال : بذا أمرني جبرائيل ، وبذلك أمر الله تبارك وتعالى.
قال : فقلت له : فإن لم أقو على غسلك وحدي ، فأستعين بغيري يكون معي ؟ فقال جبرائيل : يا محمد ، قل لعليّ : إن ربك يأمُركَ أنْ تُغسِّل ابن عمك ، فإنّها السنّة ، لا يغسّل الأنبياء غيرُ الأوصياء ، وإنّما يُغسّل كلَّ نبي وصيُّه من بعده ، وهي من حجج الله لمحمد على أُمّته فيما أجمعوا عليه من قطيعة ما أمرهم به.
واعلَم يا علي ، أن لَكَ على غسلي أعواناً هم نِعمَ الأعوان والإخوان. فقال علي عليهالسلام : فقلت : يا رسول الله ، من هم ، بأبي أنت وأمّي ؟
قال : جبرائيل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، وملك الموت ، وإسماعيل صاحب السماء الدنيا أعوان لك.
قال علي : فخررت لله ساجداً ، وقلت : الحمد للّه الذي جعل لي أخواناً وأعواناً هم أُمناءُ الله. (٢)
_______________________________________
١. السنن الكبرى للبيهقي ٧ : ٦٦ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ : ٤٢٣ ، تفسير الثعلبي ٣ : ٣١٣ ، تلخيص الحبير ٣ : ١٣٦ ، وانظر تاريخ دمشق ١٤ : ١٦٦ ، أخبار أصبهان ١ : ١٩١ ، كنز العمال ١٢ : ١٠١ / ٣٤١٨٣ ، وراجع الغدير ٣ : ٢٠٢ ـ ٢١٥.
٢. الطرف للسيد ابن طاووس : ٤٤ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٢ : ٤٥٦ / ٦٤ ، واللفظ له ، الصراط المستقيم ٢ : ٩٤ / ١٤ ، وانظر كنز العمال كذلك ٧ : ٢٤٩ / ١٨٧٨٠ / تاريخ دمشق ١٣ : ١٢٩ ، سمط النجوم العوالي ٣ : ٤١ / ٤٥.