ومن كلامه له عليهالسلام : ... ولقد قُبض رسول الله وأن رأسهُ لفي حجري ، ولقد وليت غسله بيدي وحدي ، وتقلِّبه الملائكة المقربون معي ، وأيمُ الله ما اختلفت أُمة قط بعد نبيها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقها إلّا ما شاء الله. (١)
وقال أيضاً : أوصى رسول الله أن لا يغسله أحدٌ غيري ، فإنّه لا يرى أحدٌ عورتي إلّا طمست عيناه. فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر ، فما تناولت عضواً إلّا كأنّهُ يُقلبهُ معي ثلاثون رجلاً حتى فرغت من غسله. (٢)
وعنه عليهالسلام في حديث المناشدة : نشدتكم بالله أفيكم أحدٌ وَلِيَ غَمْضَ رسول الله مع الملائكة غيري ؟
قالوا : اللهمّ لا.
قال عليهالسلام : نشدتكم بالله أفيكم أحدٌ ولي غسل النبي مع الملائكة يقلبونه لي كيف أشاء غيري ؟
قالوا : اللهمّ لا. (٣)
وروى مفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : فاطمة صدّيقةٌ لم يكن يغسّلها إلّا صدّيق. (٤)
_______________________________________
١. كتاب صفين : ٢٢٤ ، جمهرة خطب العرب ١ : ٣٤٦ ، شرح نهج البلاغة ٥ : ١٨١ ، أمالي المفيد : ٢٣٥. وما تنبأ به الإمام عليهالسلام وأخبر به جرى على لسان معاوية ، فعن الشعبي قال : خطب معاوية حين بويع له ، فقال : ما اختلفت أُمة بعد نبيها إلّا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ، ثمّ إنّه انتبه فندم ، فقال : إلّا هذه الأمة فإنها وإنها مقاتل الطالبيين : ٤٥ ، سبل الهدى والرشاد ١٠ : ٣٦٤.
٢. طبقات ابن سعد ٢ : ٢٧٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ٣٦ ، كنز العمال ٧ : ٢٥٠ / ١٨٧٨٤.
٣. تاريخ دمشق ٤٢ : ٤٣٣ ، ٤٣٥ ، الطرائف : ٤١٣ ، شرح الأخبار ٢ : ١٨٩ / ٥٢٩ ، مناقب الخوارزمي : ٣١٥.
٤. الكافي ١ : ٤٥٩ / باب مولد الزهراء / ح ٤ ، ٣ : ١٥٩ / باب الرجل يغسل المرأة / ح ١٣ ، علل الشرايع ١ : ١٨٤ / باب العلة التي من أجلها غسل فاطمة أمير المؤمنين لما توفيت / ح ١٣ ، الاستبصار ١ : ٢٠٠ / ١٥٧٠٣ / التهذيب ١ : ٤٤٠ / ١٤٢٢.