أبو جعفر ، مولىٰ المنصور أبي جعفر ، وولد بزيع بيت منهم حمزة بن
__________________
(١) روىٰ شيخنا الصدوق محمّد بن يعقوب الكليني قدسسره كثيراً في كتاب الكافي : عن محمّد ابن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، فقد قيل : إنّ محمّد بن إسماعيل هذا هو محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، وهو بعيد جدّاً لأنّ محمّد بن يعقوب الكليني يروي عن محمّد ابن إسماعيل بن بزيع بواسطتين ، لأنّه يروي عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه ، ويروي عن محمّد بن يحيىٰ ، عن أحمد بن محمّد ، عنه ( الكافي ١ : ٢٢٩ / ٦ و ٣ : ٤٧ / ٦ ) ، ولأنّ محمّد بن إسماعيل الّذي يروي عنه الكليني يروي عن الفضل بن شاذان .
وصرّح الكشّي عند ترجمة الفضل بن شاذان بأنّ الفضل بن شاذان يروي عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ( رجال الكشّي : ٥٤٣ / ١٠٢٩ ) .
وقيل : محمّد بن إسماعيل هذا هو محمّد بن إسماعيل البرمكي ـ المعروف بصاحب الصومعة ـ لا محمّد بن إسماعيل بن ميمون الزعفراني ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، لأنهما لقيا أصحاب الصادق عليهالسلام ، وبعيد أن يروي الكليني عن الصادق عليهالسلام بواسطتين .
قلت : محمّد بن إسماعيل البرمكي أيضاً لقىٰ أصحاب الصادق عليهالسلام كما يظهر من النجاشي عند ترجمة عبد الله بن داهر ( رجال النجاشي : ٢٢٨ / ٦٠٢ ) ، فالظاهر أنّ محمّد بن إسماعيل الّذي يروي عنه الكليني غير هذه الثلاثة ، وكأنّه محمّد بن إسماعيل البندقي النيشابوري لأنّه يذكر أحوال الفضل بن شاذان بلا واسطة غيره كما نبّهنا عليه عند ترجمته ، ويؤيّده رواية الكشّي عن محمّد بن إسماعيل البندقي النيشابوري عند ترجمة الفضل بن شاذان ( رجال الكشّي : ٥٣٨ / ١٠٢٤ ) ، وروايته عن محمّد بن إسماعيل عن الفضل ابن شاذان عند ترجمة أبي ذر الغفاري رحمهالله ( رجال الكشّي : ٨ / ١٧ و ١٨ ) .
فإنْ قلت : حكم بعض الفقهاء قدّس الله أرواحهم بصحّة هذا الطريق يدلّ علىٰ أنّ محمّد بن إسماعيل هذا أحد هذه الثلاثة ، لأنّهم الموثّقون لا غير .
قلت : الحكم بصحّة هذا الخبر لا يدلّ علىٰ توثيق جميع رجاله لأنّه قد يكون الحكم بصحّة الخبر من باب الاجتهاد . لا من باب الشهادة كما اجتهد أحد أنّ محمّد ابن عيسىٰ اليقطيني ثقة ، فعدّ حديثه صحيحاً . ثمّ اجتهد آخر أنّه ضعيف ، فعدّ حديثه ضعيفاً . وكما اجتهد أحد في تمييز المشتركات بسبب القرائن في طريق كان فيه محمّد بن قيس مثلاً أنّه أبو عبد الله الثقة ، فعدّ حديثه صحيحاً ، واجتهد أحد أنّه أبو أحمد الضعيف ، فعدّ حديثه ضعيفاً ، وليس قول أحدهما علينا حجّة .
وبالجملة : محمّد بن إسماعيل الّذي يروي عنه الكليني بلا واسطة ليس من الثقات عندي ، والله أعلم ، ( منه قدّه ) .