والمشهور أنه توفّيَ في صفر ، وذكر الكفعمي (١) أنه في السابع عشر منه ، وينبغي الاعتماد عليه) ، انتهى.
وروى الصدوق في (العيون) الرواية المشار لها في مولده بسنده عن عتاب بن أُسيد عن جماعة من أهل المدينة أنّهم قالوا : إنه عليهالسلام توفّيَ بطوس في قرية يقال لها : سناباد من رستاق نوقان ، ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في القبّة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه ممّا يلي القبلة ، وذلك في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلاث ومائتين. وقد تمّ عمره تسعاً وأربعين سنة وستّة أشهر ، منها مع أبيه موسى بن جعفر عليهماالسلام تسعاً وعشرين سنة وشهرين ، وبعد أبيه عشرين سنة وأربعة أشهر (٢).
قال المجلسيّ : (وروى الصدوق عن إبراهيم بن العبّاس : أنه عليهالسلام توفّيَ في رجب سنة ثلاث ومائتين).
ثمّ قال : (والصحيح أنه توفّيَ في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة وله تسع وأربعون سنة. وروى ذلك بإسناده عن عتاب بن أُسيد) (٣).
وقال بعض مؤرّخي أصحابنا : (وفاة الرضا عليهالسلام يوم الاثنين لثلاث بقين من صفر سنة ثلاث ومائتين ، ويقال : في شهر رمضان. والأوّل هو الأصحّ ، ومضى مسموماً من قبل المأمون ، ودفنه في دار حميد بن قحطبة الطائيّ في قرية يقال لها : سناباد من دعوة من نوقان (٤) بأرض خراسان ، وتسمّى بطوس ، وفيها قبر هارون ، وقبر الرضا سلام الله عليه بين يديه في قبلته).
وبالجملة ، فالأشهر الأظهر أن عام مضيّه إلى دار رضوان الله هو الثالث بعد المائتين ، وأنه سابع عشر شهر صفر ، وعليه العمل في زماننا في أكثر البلاد ، وأنه يوم
__________________
(١) المصباح : ٦٩٢.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٨ / ١ ، وفيه : (غياث بن أُسيد).
(٣) مرآة العقول ٦ : ٧١.
(٤) الذي في الكافي ١ : ٤٨٦ : (من نوقان على دعوة).