فالتاريخ قبل الهجرة بشهرين واثنتي عشرة ليلة).
ثمّ ساق أثراً عن الزهريّ بهذا. ثمّ قال : (فلا تزال في السنة حتّى ترى هلال المحرّم ، فإذا رأيته دخلت فيه السنة الثانية وانقضت السنة الأُولى.
وأمّا الشهور فلما بين الهلالين ، ويكتبون كلمة الشهر في كلٍّ من ثلاثة أشهر : الربيعين ورمضان ، ولا يكتبون الشهر في غيرها. والشهور كلّها مذكّرة إلّا الجماديين ، فيكتبون أوّل ليلة من كذا ، ومستهلّ شهر كذا ، ومهلّه ؛ لأنّهم يقولون : أهللنا هلال كذا واستهللنا ، ولا يقولون : أهلّ الهلال ولا استهلّ الهلال ، ولكن يقولون : أهلّ واستهلّ. فإذا أصبحوا كتبوا : كُتب يومَ الجمعة لليلة خلت ، وكتب يوم الجمعة أوّل يوم من كذا ، ولا يكتبون : مهلا ولا مستهلا. فإذا مضت ليلة أُخرى كتبوا : لليلتين خلتا ، فإذا توالت الليالي كتب : لثلاث خلون فإذا صرن إلى النصف ؛ فبعضهم يكتب لخمسَ عشرةَ ليلة خلت أو مضت ، وأكثرهم يكتب : النصف من كذا ، وهو أجود وأكثر. فإذا تجاوزت النصف ، كتبوا : لأربع عشرة بقيت .. وهكذا.
ويجوز في القياس : لعشرينَ مضت أو خلت ، ولكنهم يعتمدون على الأقلّ. ويكتب في الليلة الأخيرة : ليلة الجمعة ، آخر ليلة من كذا ، وسلخَ كذا وانسلاخه ، ولا يكتبون : لليلة بقيت وهم فيها ، كما لم يكتبوا : لليلة خلت أو مضت وهم فيها) ، انتهى.
[ثم قال] : (قلت : قوله : (إنّهم لا يكتبون كلمة الشهر إلّا مع الربيعين ورمضان) ، مخالف لما أسلفناه. وقوله : (إنهم لا يقولون : استهلّ الهلال) ، مخالف لقول الجوهريّ (١) من أنه يقال ذلك ، بمعنى : تبيّن الهلال) ، انتهى كلام الدمامينيّ ملخصاً.
وقوله : (مخالف لما أسلفناه) ، يعني به : قوله في باب المفعول المطلق في شرح قول ابن مالك : (ومظروف ما يصلح جواباً لـ (كم) واقع في جميعه تعميماً أو تقسيطاً ، وكذا ما يصلح جواباً لـ (متى) إن كان اسم شهر غير مضاف إليه شهر) ـ : (ومقتضى كلام المصنّف أن اسم الشهر إذا أُضيف إليه (شهر) لم يتعيّن كون العمل
__________________
(١) الصحاح ٥ : ١٨٥٢ هلل.