وأمّا يوم وفاته من الشهر ، فقد عرفت اضطراب أقوال الفرقة فيه ، ولم أقف على دليل على شيء منها تركن إليه النفس ، لكن روى الكلينيّ في باب (أن الأئمّة يعلمون متى يموتون) عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن ابن فضّال عن أبي جميلة عن عبد الله بن أبي جعفر قال : حدّثني أخي عن جعفر عن أبيه أنه أتى عليّ بن الحسين عليهالسلام ليلة قبض فيها بشراب ، فقال يا أبت اشرب هذا. فقال يا بنيّ ، إن هذه الليلة الّتي اقبض فيها ، وهي الليلة الّتي قبض فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
وبعض المتأخّرين عمل بها ، وليس لها معارض من النصّ. ولو لا الشهرة الأكيدة على أن شهر وفاته [المحرّم (٢)] لكان القول بها متعيّناً ، لكنه قويّ جدّاً ؛ إذ لم يقم نصّ ولا إجماع على خلافها ، والله العالم.
قال الشيخ عبد الله بن صالح البحراني : (الأصحّ أنه عليهالسلام توفّيَ في الليلة التي توفّيَ فيها جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله على ما نطقت به الرواية المعتبرة في (الكافي) ، ولم أجد لهذه الرواية رواية تعارضها إلّا ما ذكره أهل السير والتواريخ ، وذلك لا يعارض الأحاديث سيّما أحاديث (الكافي) ..).
__________________
(١) الكافي ١ : ٢٥٩ / ٣.
(٢) في المخطوط : (محرّم).