وقال بعض المؤرّخين من أصحابنا : (عاش سلام الله عليه سبعاً وخمسين سنة : مع جدّه الحسين عليهالسلام أربعاً ، ومع أبيه زين العابدين عليهالسلام تسعاً وثلاثين سنة ، ومدّة إمامته ثماني عشرة سنة. قتله إبراهيم بن الوليد في ملك هشام بن عبد الملك في ذي الحجة ، وقيل : ربيع الأول ، وقيل : ربيع الآخر والأوّل أشهر بالمدينة سنة أربع عشرة ومائة ، وقيل : سنة سبع عشرة ومائة ، وقيل : سنة ثلاث عشرة ومائة والأول أشهر ودفن ببقيع الغرقد إلى جانب تربة أبيه زين العابدين وعمّه الحسن بن علي ، سلام الله عليهم).
وبالجملة ، فعام وفاته عليهالسلام الرابع عشر بعد المائة بالنصوص المعتبرة من الخاصة والعامة ، والظاهر قيام الإجماع عليه ، والمخالف شاذّ موافق لبعض نصوص العامة وفتاوى بعضهم. وعمره الأشرف سبع وخمسون سنة بالنصّ من الفريقين ، والظاهر قيام الإجماع عليه أيضاً. وللعامة أقوال منتشرة فيهما ، والمخالف منّا شاذّ ، والأظهر أنه في اليوم الثامن والعشرين من ربيع الثاني ، والظاهر أنه مراد من أطلق أن موته في ربيع الثاني.
وأنت إذا ضممت ما نقلناه من رواية (الكافي) في صدر البحث ، الدالّة على أنه عاش بعد أبيه تسع عشرة سنة وشهرين ، إلى ما نقلناه أيضاً منه من الرواية الدالّة على أن زين العابدين عليهالسلام مات في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، دلّ على أن موته كما قلنا.
ولعلّ من قال : إنه عليهالسلام توفّيَ في ربيع الثاني ، لاحظ الروايتين وعمل بهما ، وهذه الرواية أيضاً مؤيّدة للأُولى وحجّة للعامل بها بوجه. وبهذا يظهر أن ما قاله المجلسيّ رحمهالله في شرح هذه الرواية حيث قال : (وعاش) إلى آخره (١) لا يوافق شيئاً من التواريخ التي عيّن فيها الشهور والأيّام ، إلّا ما نقله في (روضة الواعظين) قولاً بأنّ وفاة الباقر عليهالسلام في شهر ربيع الأوّل. والمشهور أن [القول بأن] وفاة عليّ بن
__________________
(١) في المخطوط بعدها : (هذا).