تتميم : قال الديلمي ره في إرشاد القلوب : وأما الدليل الواضح والبرهان اللايح على أن قبره الشريف صلوات الله عليه موجود بالغري فمن وجوه « الاول » تواتر الامامية الاثني عشرية يرويه خلف عن سلف « الثاني » إجماع الشيعة و الاجماع حجة « الثالث » ما حصل عنده من الاسرار والآيات وظهور المعجزات كقيام الزمن ورد بصر الاعمى وغيرها (١).
٤٧ ـ « فمنها » ما روي عن عبدالله بن حازم قال : خرجنا يوما مع الرشيد من الكوفة فصرنا إلى ناحية الغريين فرأينا ظباء فأرسلنا عليها الصقور والكلاب فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلى أكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها فتعجب الرشيد من ذلك ، ثم إن الظباء هبطت من الاكمة فسقطت الطيور والكلاب عليها فرجعت الظباء إلى الاكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرة ثانية ، ثم فعلت ذلك مرة أخرى فقال الرشيد : اركضوا إلى الكوفة فأتوني بأكبرها سنا فأتي بشيخ من بني اسد فقال الرشيد : أخبرني ما هذه الاكمة؟ فقال : حدثني أبي عن آبائه أنهم كانوا يقولون : إن هذه الاكمة قبر علي بن ابي طالب عليهالسلام جعله الله حرما لا يأوي إليه شئ إلا آمن ، فنزل هارون ودعا بماء وتوضأ وصلى عند الاكمة وجعل يدعو ويبكي ويتمرغ عليها بوجهه وأمر أن يبنى قبة بأربعة أبواب فبني وبقي إلى أيام السلطان عضد الدولة الدولة رحمه الله فجاء فأقام في ذلك الطريق قريبا من سنة هو وعساكره فبعث فأتى بالصناع والاستادية من الاطراف وخرب تلك العمارة وصرف أموالا كثيرة جزيلة وعمر عمارة جليلة حسنة وهي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم (٢).
٤٨ ـ ومنها ما حكي عن جماعة خرجوا بليل مختفين إلى الغرى لزيارة أمير المؤمنين عليهالسلام قالوا : فلما وصلنا إلى القبر الشريف وكان يومئذ قبرا حوله حجارة ولا بناء عنده ، وذلك بعد أن اظهره الرشيد وقبل أن يعمره ، فبينا نحن
__________________
(١) ارشاد القلوب ج ٢ ص ٢٣٤.
(٢) ارشاد القلوب ج ٢ ص ٢٣٣.