٣ ـ شى : عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها ، فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت أختها فمنها أذناه اللتان يسمع بهما ففرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له فيما نهى الله عنه ، والاصغاء إلى ما سخط الله تعالى ، فقال في ذلك : « وقد نزل عليكم في الكتاب » إلى قوله « حتى يخوضوا في حديث غيره » ثم استثنى موضع النسيان فقال : « وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين » وقال : « فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه » إلى قوله « أولي الالباب » وقال : « قد افلح المؤمنون الذينهم في صلواتهم خاشعون والذينهم عن اللغو معرضون » وقال تعالى : « وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه » وقال : « وإذا مروا باللغو مروا كراما » فهذا ما فرض الله على السمع من الايمان ولا يصغى إلى ما لايحل وهو عمله وهو من الايمان (١).
٤
* باب *
* « (وجوب الهجرة وأحكامها) » *
الايات : النساء : « إن الذين توفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض ، قالوا ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأويهم جهنم وسائت مصيرا * إلا المستضعفين من الرجال والنساء لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا * فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما » (٢).
__________________
(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٢٨٢.
(٢) سورة النساء : ١٠٠٩٧.