القرآن من الصَّحَابَةِ غَيْرُهُ (١) ، استشهدَ يوم مُؤتة سنة ثمان ، وهو ابن خمس وخمسين ، شهد بدراً ، وأُحداً ، والخَنْدَقَ ، والحُدَيْبِيةَ ، وخَيْبراً ، وخرج أميراً في سبع سرايا (٢).
وفي تفسير علي بن إبراهيم ، في الصحيح عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يحبّه ، وسمّاه زَيْدَ الحبِ (٣).
وفي تفسير الإمام عليهالسلام حديث طويل ، فيه : إنَّ رَسُولَ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بَعثَ سَرِيّةً أميرهم زيد بن حارثة ، وأنّهم لمّا لقوا العدوّ في ظاهر بلدهم
__________________
(١) نلفت نظر القارئ الكريم إلى ما في كلام المحدث النوري قدسسره من دلالة واضحة على عدم اعتقاده بمزعومة التحريف التي ذهب إليها قبل تأليفه المستدرك وخاتمته ، وذلك في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي ذهب فيه إلى حذف اسم أمير المؤمنين عليهالسلام من المصحف الشريف ببضع روايات لا دلالة فيها على أن الاسم الكريم كان من أصل النظم القرآني ، بل الثابت بكتب الطرفين ان ذكر الاسم كان من قبيل التفسير ، وبيان المصداق ، أو من نزلت فيه الآية.
ومما يدل على رجوعه عن هذا الرأي تصريحه هنا بأنه لم يُسمَّ في القرآن أحد من الصحابة غير زيد بن حارثة.
وإذا علمنا ان تلميذه الشيخ الثقة الجليل آغا بزرك الطهراني قد قال عنه كما بيناه في مقدمة تحقيق المستدرك ما حاصله : اني سمعته يقول في أيامه الأخيرة : قد أخطأت في تسمية كتابي فصل الخطاب ، وكان اللازم أن أسميه : (فصل الخطاب في إثبات عدم تحريف كتاب رب الأرباب) وعطفنا هذه الشهادة على تصريح الشيخ النوري نفسه بما ينقض استدلاله في كتاب فصل الخطاب ، تأكد لنا رجوعه عن الالتزام بهذه الشبهة ، واتضح ان ما قاله الشيخ آغا بزرك عنه هو الصحيح خصوصاً وإن هذه الخاتمة قد ألفها في أيام حياته الأخيرة رحمهالله هذا ولم أجد من تنبّه إلى قول الشيخ النوري هذا ، أو نبّه عليه! فلاحظ.
(٢) انظر ترجمته في طبقات ابن سعد ٣ : ٤٠ ، وأسد الغابة ٢ : ١٢٩ / ١٨٢٩ ، والإصابة.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١٧٢.