مقالتك بالقبول [كنت] كذلك (١) يا عبد الله ، ألاّ أُحدّثَك بما كان من أوائل الإسلام وما بعده حتى دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، وزوّجه فاطمة ، وَوُلِد له الحسن والحسين عليهماالسلام؟
قال : بلى.
قال : إنَّ رسولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لي شديد المحبّة ، حتى (تبنّاني لذلك) (٢) فكنت ادعى زيد بن محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى وُلِد لعلي الحسن والحسين عليهمالسلام فكرهت ذلك لأجلهما ، فقلت لمن كان يدعوني : أُحبّ أنْ تدعوني زيداً مولى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّي أكره أنْ أُضاهي الحسن والحسين عليهمالسلام فلم يزل ذلك حتى صَدَّقَ اللهُ ظنّي ، وأنزل على محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (٣) يعني : قلباً يُحبّ محمّداً وآله (صلوات الله عليهم) ويعظّمهم ، وقلباً يعظّم به غيرهم كتعظيمهم ، أو قلباً يُحبّ به أعداءهم ، بل من أحبّ أعداءهم فهو يبغضهم ولا يحبّهم ، ثم قال : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ). إلى قوله : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) يعني : الحسن والحسين عليهماالسلام أولى ببنوّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في كتاب الله وفرضه (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً) (٤) إحساناً
__________________
(١) أي : إن تلقيت نفاقك هذا بالقبول ، كنت مثلك مفرطاً في المقال وكافراً.
وقد أثبتنا ما بين المعقوفتين لتوقف المعنى عليه ، وهو الموافق لنسخة من المصدر كما في هامش البحار ٢٢ : ٨٢ ، فراجع.
(٢) في الأصل والحجرية : (تبنّى لي في ذلك)! وما بين القوسين هو الصحيح الموافق للمصدر.
(٣) الأحزاب : ٣٣ / ٤.
(٤) الأحزاب : ٣٣ / ٤ و ٦.