حسبه الله فى نار جهنم حتى يأتى بنفاد ما قال (١).
فما ظنك يا اخى بمن اشاع على طائفة من المسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله ، وكتابه ، وباليوم الاخر ، ويقيمون الصلوة ، ويؤتون الزكوة ، ويصومون ، ويحجون ويحرّمون ما حرم الله فى كتابه وسنة نبيه ، ويحلّون ما احل الله ، ورسوله ، ماهم منه ابرياء.
وقد طعن فى هذا الكتاب على ائمة المذهب ، ومفاخر الاسلام ودافع عن سيرة يزيد بن معاوية ، واظهر انحرافه عن اميرالمؤمنين على عليه السلام الذى لا يحبه الا مؤمن ، ولا يبغضه الا منافق ليهيج الشيعة ، ويستنهضهم على اهل السنة حتى يعارضوا ذلك بالمثل فيتحقق امله ، وامل اعداء الدين من المستعمرين وغيرهم باثارة خصومة حادة بين المسلمين فان الاستعمار لا يحب ان يرى الشيعى والسنىّ يغزوانه فى صف واحد ، ولا يريد اتفاقهما فى الدفاع عن الصهيونية ولا يريد اتحاد المسلمين فى احياء مجدهم. واسترجاع تراثهم الاسلامى واستعادة البلاد. والاراضى المغتصبة منهم :
الاستعمار يريد الشقاق والنفاق حتى يصفو له الجوّ ، وتتحقق اهدافه. ومحب الدين الخطيب كاتب الخطوط العريضة. ومن يسلك سبيله يمهد له الوصول الى مطامعه الخبيثة من حيث يعلم او لا يعلم.
ولكن لا يبلغ الاستعمار آماله انشاء الله تعالى. وسينجح المصلحون ، ولا تهن عزائمهم بهذه الكلمات فانهم اعلم بمقالات ارباب المذاهب وآرائهم. والتقريب فكرة اصلاحية كلما مرّ عليها الزّمان يزداد المؤمنون بها ، وان يرى محب الدين استحالتها لانه لم يفهم اولم يشأ ان يفهم معناها
ــــــــــــــ
(١) الجامع الصغير ج ٢ ص ١٧١.