المستشرقون دعاة الاستعمار (١)
من اعظم البلاء على المسلمين بل عامة الامم الشرقية افتتان بعض شبّانهم ومثقفيهم بمقالات الغربيين سيما المتسمين منهم بالمستشرقين واعتمادهم على ثقافتهم وآرائهم فى المسائل الراجعة الى الشرق والى الاسلام مع ان كثيرا منهم لا يريدون بالاستشراق الا الوقيعة بالمسلمين. وتتبع عوراتهم. وتفريق كلمتهم ، وبعضهم يروّجون الحضارات التى كانت قبل الاسلام ، ويضعفون العلائق الدينية. يريدون بذلك ارجاعهم الى الجاهلية واحياء شعائر الامم الكافرة التى قضى عليها الاسلام قضاء حاسماً ، ففى ايران يروجون اساطير كورش وداريوش ، وعادات المجوس وايامهم ، واعيادهم كالسدة ومهرجان ، وفى مصر يبعثون جمعيات للتحقيق فى تاريخ الفراعنة وما يوصل مصر الحديثة بالقديمة.
وهذا ما يسمونه (بالفولكور) اى ترويج الدراسات الشعبية والفحص عن عادات الشعب. وعقائد ابنائه. ومدنيتهم وآثارهم وقصصهم فى الاجيال الماضية ، وكشف آثار الاقدمين ، فيدعون الادباء والكتاب
ــــــــــــــ
(١) لا يخفى على الباحثين ان لفريق من المستشرقين خدمات مشكورة فى احياء تراثنا الاسلامى قد ادو الامانة فى مقالاتهم وفى التأليف والنقل واجتنبوا التحريف والتصرف فى النقل وليس قصدهم من البحث والتأليف الاخدمة العلم ونشدان الحقيقة فقلما يرى او لا يرى فى كلماتهم التعصب لدينهم او لامتهم فان صدر عن بعضهم خطأ ليس الا لعدم انتهائه الى نهاية البحث او ابتلائه بقلة المصادر فلا يتهم مثله بالتعمد قلب الحقايق. والخيانة فى البحث.