الخطوط العريضة
المسلمون كما اسلفنا الايعاز اليه فى حاجة ماسة الى الاتحاد ورفض ما اوجب الشحناء بينهم فى الاجيال الماضية. واذا كانت بينهم بعض الخلافات فيجب عليهم ان لا يجعلوها سببا للتّنازع والتّخاصم.قال الله تعالى :
ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم (١)
سيما فى هذا العصر الذى تداعى علينا الامم كما تداعى الاكلة على القصاع (٢)
واولى الناس برعاية هذا الواجب هم الكتاب والمصنفون فانهم ادلاء العامة ، وهداة الحركات الفكرية ، فكما تكون لبعض المقالات والمؤلفات آثار قيمة لجمع الشمل ، وعز الاسلام يكون لبعضها الاخر من مصارع السوء ، والاثار المخزية ما لا يمكن دفعها الا بعد مجاهدات ومجاهدات ، فيجب على المؤلفين الاحتراز عما يوجب اثارة الضغائن المدفونة
ـــــــــــــــ
(١) الانفال آيه ي ٤٦.
(٢) اخراج ابوداود فى باب تداعى الامم على الاسلام من كتاب الملاحم ص ٢١٠ ج ٢ بطريقه عن ثوبان قال : قال رسول الله (ص) : يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها فقال قائل ومن قله نحن يومئذ قال : بل انتم يؤمئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينز عن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن. فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت.