كارثة خروج المغول واستيلائهم على بلاد
المسلمين واسباب سقوط بغداد
قال الله تعالى : واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً. (١)
تحكموا واستطالوا فى حكومتهم |
|
وعن قليل كأن الحكم لم يكن |
لو نصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى |
|
عليهم الدهر بالآفات والمحن |
واصبحوا ولسان الحال ينشدهم |
|
هذا بذاك ولا عتب على الزمن |
كانت حادثة خروج التتار حادثة عظمى ومصيبة كبرى عمت الخلائق وخص المسلمون بشدة بلائها لم يطرق الاسماع بمثلها شوهت تاريخ الانسانية وما قيل فى شرحها من قتل العلماء والصلحاء والخواص والعوام وتخريب البلاد ، وشق بطون الحوامل ، وقتل الاجنة. وهدم الجوامع والمعابد ، واحراق الكتب. وهتك الاعراض فى كل مدينة افتتحوها ليس الا اجمال عن تفاصيل هذه الاحوال ، فشملت الفتنة المسلمين وممالك الاسلام فانا لله وانا اليه راجعون وكانت مدينة بغداد من البلاد التى اصيبت فى هذه الحادثة باشدّ المظالم ، وبلغ عدد من قتل فيها على ما قيل : اكثر من مليون نسمة ، بل قيل : انه لم يسلم الا من اختفى فى بئر ، اوقناة ، ووقع فيها من القتل الفظيع ، وهتك الاعراض ونهب الاموال وغرق الناس فى
ــــــــــــــ
(١) الاسراء ـ آيه ى ١٦.