الى البحث عن العقائد التى نسيها الزمان والعادات والبرامج المتروة ، ويشوقون بعض الشبّان وضعفاء العقول ، ويصرفون الدراهم والدنانير والدولارات لتأليف الكتب وطبعها ويستأجرون اقلام الصحف والمجلات والجرايد لترويج اهدافهم وهذا من اضر الاعيب الاستعمار على المسلمين لم يقصدوا بذلك الا احياء الحضارات السابقة على الاسلام ، وتكثير العصبيات القومية. وتفريق الكلمة ، ويرى آثار هذه السياسات الغاشمة فى مصر والشام والعراق وايران وتركيا وشمال آفريقية وهند واندونيسيا. ولبعض المستشرقين قدم راسخ فى تحقيق اهداف الاستعمار ، وتضعيف علائق الاتحاد الاسلامى وانشاء روح العصبية القبيلية. والنخوة الجاهلية التى حاربها الاسلام.
ومن اعظم البلية ان بعض من لا خبرة له بالتاريخ ، ومصادر التشريع الاسلامى واهداف الدين القويم يحسب آراء المستشرقين من اصح الآراء ويستشهد بها مبتهجا بذلك.
ولبعضهم حول البحوث الاسلامية ، وتاريخ رجال الدين ، وزعماء الشرق كتب ومقالات ربما لا تجد فيه خلافاً مع ما عليه المسلمون الا فى نقطة واحدة ولكنه لم يقصد بتأليف كتاب ضخم الّا ابداء الشبهة فى هذه النقطة وانكار حقيقة واحدة.
وللاستاذ عبد الوهاب حمودة مقال تحت عنوان « من زلات المستشرقين » (١) ذكر فيه زلات المستشرقين المتكررة ، وهفواتهم الشايعة وتصيدهم للروايات الضعيفة ، ونقد كتاب العقيدة والشريعة لجولد تسيهر وكتاب « الاسلام » لجيوم وغيرهما.
ـــــــــــــــ
(١) انظر رسالة الاسلام العدد الثالث والرابع من السنة العاشرة.