ففي الكافي ، عن أبي عبد الله ، قال : جاء ابن الكوّاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أمير المؤمنين : (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيَماهُمْ)؟ فقال : نحن على الأعراف ، نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الّذي لا يُعرف الله عزّ وجلّ إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط ، فلا يدخل الجنّة إلاّ من عَرَفَنا وعرفْناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه (١).
وقال ابن شهر آشوب : وروينا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال لعليّ عليهالسلام : أنت يا عليّ والأوصياء من ولدك أعراف الله بين الجنّة والنار.
وسأل سفيانُ بن مُصعب العَبْديُّ الصادقَ عليهالسلام عنها ، فقال : هم الأوصياء من آل محمّد الاثنا عشر صلوات الله عليهم ، لا يَعْرِف الله إلاّ من عرفهم. قال : فما الأعراف ، جُعلت فداك؟ قال : كتائبُ من المسك ، عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله والأوصياء عليهمالسلام ، يعرفون كلاًّ بسيماهم ، فأنشأ سفيان :
وأنـتم ولاة الحشر والنشـر والجـزا |
|
وأنتُم لـيوم المَفْزَعِ الهَـوْلِ مَفْزَعُ |
وأنتم على الأعرافِ ، وَهْيَ كتائبٌ |
|
من المسكِ ، ريّاها بكُم يتضوّع |
ثمانيةٌ بالـعـرشِ إذ يـحملونَهُ ومـن |
|
بعدهمْ في الأرضِ هادونَ أربعُ |
بهذا فقد عرفنا بعض الحقائق عن مقامات رسول الله والأئمّة من ولده ، وکان غالب بحثنا في اطار آية المودة ويمکننا أن نعضده بکلمات ثلاثة من أعلام أهل السُنّة هم : الزمخشر والراز والصياد.
________________
١ ـ الكافي ١ : ١٨٤ / ٩.
٢ ـ المناقب ٣ : ٣١.