(١٣)
الأصل التاسع :
ترك زيارة الرسول والأئمّة من الجفاء
يضاف إلى كلّ ما تقدّم أنّ ترك زيارة الرسول والأئمّة هو من الجفاء الّذي يُحاسب عليه المسلم ؛ لأنّه بتركه يكون قد استخفّ بالرسول ، وتَرَكَ السلامَ على من يصلّي عليه الله وملائكته في كلّ الآنات إلى يوم القيامة ، ومعناه أنّه يريد أن يقول للرسول : إنّي لا حاجة لي بك وبشفاعتك ، والعياذ بالله.
فعن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أتى مكّة حاجّا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ، ومن أتاني زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة ، ومن مات في أحد الحرمين مكّة والمدينة لم يُعرض ولم يُحاسب ، ومن مات مهاجرا إلى الله عزّ وجلّ حُشر يوم القيامة مع أصحاب بدر (١).
وفي الخصال بإسناده عن عليّ عليهالسلام في حديث الأربعمائة ، قال : أتموا برسول الله صلىاللهعليهوآله حجكم إذا خرجتم إلى بيت الله ، فإنّ تركه جفاء ، وبذلك أُمرتم ، وأتموا بالقبور الّتي ألزمكم الله حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها (٢).
وقد كان الصحابة الأجلاّء يعرفون هذا الأمر ويخافون من الجفاء للرسول ، فجاء في تاريخ دمشق عن أبي الدرداء ، أنّه قال : إنّ بلالاً رأى في منامه
________________
١ ـ الكافي ٤ : ٥٤٨ / ٥ ، الفقيه ٢ : ٥٦٥ / ٣١٥٧ ، وسائل الشيعة ١٤ : ٣٣٣ / ١٩٣٣٧.
٢ ـ الخصال : ٦١٦ ، وعنه في وسائل الشيعة ١٤ : ٣٢٤ / ١٩٣١٩.