يريد به وجه الله والدار الآخرة ، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأَخّر ، ثمّ قال لي ثلاثا : ألم أحلف لك؟ ألم أحلف لك؟ ألم أحلف لك؟ (١)
وفي كلّ هذه النصوص دلالة على أنّ عدم زيارته يوجب الجفاء ، وفيه ترك لما أمرنا الله به في محكم كتابه من المودّة في القربى. نرجوا أن لا نکون من المهملين لامرهم والناسين لذکرهم.
(١٢)
الأصل الثامن :
زيارة قبور الأئمّة من الوفاء لهم
بعد أن عرفنا مقام رسول الله وأهل بيته في الكتاب والسنّة ، فزيارة قبورهم هو من الوفاء لهم كما جاء صريحا في معتبر الحسن بن علي الوشّاء ، عن مولانا الرضا عليهالسلام :
إنّ لِكلِّ إمامٍ عَهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإنّ من تمام الوَفاء بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رَغبةً في زيارتهم وتَصديقا بما رَغَّبوا فيه كان أئمّتُهم شُفعاءَهم يوم القيامة (٢).
وعن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ، قال : مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، فإنّ إتيانه يزيد في الرزق ، ويمدّ في العمر ، ويدفع مدافع
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٢٧٣ / ٤٢٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٩٨ : ١٩ / ٤ ، وجامع أحاديث الشيعة ١٢ : ٤٥٤ / ٤٧٤٤.
٢ ـ الكافي ٤ : ٥٦٧ / ٢ ، كامل الزيارات : ٢٣٧ / ٣٥٢ ، علل الشرائع ٢ : ٤٥٩ / ٣ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٧٩ / ١٥٥.